responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 324

«بَل‌ نَحن‌ُ قَوم‌ٌ مَسحُورُون‌َ» ‌ أي ‌ يقولون‌: سحرنا، فنحن‌ مسحورون‌، و السّحر حيلة خفَّية، توهم‌ معني‌ المعجزة ‌من‌ ‌غير‌ حقيقة، و لهذا ‌من‌ عمل‌ بالسّحر ‌کان‌ كافراً، لأنه‌ يدّعي‌ المعجزة للكذّابين‌، ‌فلا‌ يعرف‌ نبوّة الصادقين‌.

و ‌قال‌ ‌أبو‌ عبيدة: سكّرت‌ أبصار القوم‌ ‌إذا‌ ادير بهم‌، و غشيهم‌ كالساتر فلم‌ يبصروا.

و روي‌ ‌إبن‌ خالويه‌ ‌عن‌ الزّهري‌ ‌أنه‌ قرأ «سَكِرت‌» بفتح‌ السين‌ و كسر الكاف‌، و التخفيف‌ ‌ أي ‌ اختلطت‌ و تغيّرت‌ عقولهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الحجر (15): الآيات‌ 16 ‌الي‌ 18]

وَ لَقَد جَعَلنا فِي‌ السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَيَّنّاها لِلنّاظِرِين‌َ (16) وَ حَفِظناها مِن‌ كُل‌ِّ شَيطان‌ٍ رَجِيم‌ٍ (17) إِلاّ مَن‌ِ استَرَق‌َ السَّمع‌َ فَأَتبَعَه‌ُ شِهاب‌ٌ مُبِين‌ٌ (18)

ثلاث‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أنه‌ جعَل‌ ‌في‌ السّماء بروجاً. و الجعل‌ ‌قد‌ ‌يکون‌ تصيير الشي‌ء ‌عن‌ صفة ‌لم‌ يكن‌ عليها. و ‌قد‌ ‌يکون‌ بالإيجاد له‌ُ. و اللّه‌ ‌تعالي‌ قادرٌ ‌ان‌ يجعل‌ ‌في‌ السّماء بروجاً ‌من‌ الوجهين‌، و البرج‌: ظهُور منزل‌ ممتنع‌ بارتفاعه‌، فمن‌ ‌ذلک‌ برج‌ الحصن‌، و برج‌ ‌من‌ بروج‌ السَّماء الإثني‌ عشر، و ‌هي‌ منازل‌ الشمس‌ و القمر.

و أصله‌ الظهور، يقال‌ تبرّجت‌ المرأة ‌إذا‌ أظهرت‌ زينتها. و ‌قال‌ الحسن‌ و مجاهد و قتادة: المراد بالبرُوج‌ النجوم‌. و ‌قوله‌ «وَ حَفِظناها مِن‌ كُل‌ِّ شَيطان‌ٍ رَجِيم‌ٍ» يحتمل‌ ‌ان‌ تكون‌ الكناية راجعة ‌الي‌ السّماء، و ‌الي‌ البرُوج‌. و حفظ الشي‌ء جعله‌ ‌علي‌ ‌ما ينفي‌ عنه‌ الضّياع‌، فمن‌ ‌ذلک‌ حفظ القرآن‌ بدرسه‌ و مراعاته‌، ‌حتي‌ ‌لا‌ ينسي‌، و ‌منه‌ حفظ المال‌ بإحرازه‌ بحيث‌ ‌لا‌ يضيع‌ بتخطّف‌ الأيدي‌ ‌له‌، و حفظ السماء ‌من‌ ‌کل‌ شيطان‌ بالمنع‌ ‌بما‌ أعدّ ‌له‌ ‌من‌ الشّهاب‌. و الرَّجم‌ بمعني‌ المرجوم‌، و الرجم‌ الرمي‌ بالشي‌ء بالاعتماد ‌من‌ ‌غير‌ آلة مهيأة للإصابة، فإن‌ النفوس‌ يرمي‌ عنها و ‌لا‌ ترجم‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست