responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 27

و ‌قوله‌ «فَما لَبِث‌َ أَن‌ جاءَ بِعِجل‌ٍ حَنِيذٍ» معني‌ ‌ذلک‌ ‌لم‌ يتوقف‌ ‌حتي‌ جاء‌-‌ ‌علي‌ عادته‌ ‌في‌ إكرام‌ الأضياف‌ و تقديم‌ الطعام‌ اليهم‌-‌ بعجل‌، و ‌هو‌ ولد البقرة يسمي‌ بذلك‌ لتعجيل‌ أمره‌ بقرب‌ ميلاده‌. و يقال‌: ‌فيه‌ عجول‌ و جمعه‌ عجاجيل‌، و «الحنيذ» المشوي‌ و معناه‌ محنوذ، فجاء «فعيل‌» بمعني‌ «مفعول‌» كطبيخ‌ و مطبوخ‌، و قتيل‌ و مقتول‌ تقول‌: حنذه‌ حنذاً و يحنذه‌ ‌قال‌ العجاج‌:

و رهبا ‌من‌ حنذه‌ ‌أن‌ يهجرا[1]

يعني‌ الحمراء الوحشية ‌ أي ‌ حنذها حر الشمس‌ ‌علي‌ الحجارة. و ‌قال‌ الحسن‌ حنيذ بمعني‌ نضيج‌ مشوي‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة و مجاهد: نضيج‌.

و حكي‌ الزجاج‌ ‌أن‌ الحنيذ ‌هو‌ ‌ألذي‌ يقطر ماؤه‌ تقول‌ العرب‌ أحنذ ‌هذا‌ الفرس‌ ‌ أي ‌ جلله‌ ‌حتي‌ يقطر عرقاً.

و انما قدم‌ الطعام‌ اليهم‌ و ‌هم‌ ملائكة لأنه‌ رآهم‌ ‌في‌ صورة البشر، فظنهم‌ أضيافاً.

و ‌قال‌ الحسن‌: جاؤوه‌ فاستضافوه‌، و الا ‌لم‌ يخف‌ ‌عليه‌ ‌أن‌ الملائكة ‌لا‌ يأكلون‌ و ‌لا‌ يشربون‌. و ‌قوله‌ «‌أن‌ جاء» ‌في‌ موضع‌ نصب‌ بوقوع‌ لبث‌ ‌عليه‌، كأنه‌ ‌قال‌ فما ابطأ ‌عن‌ مجيئه‌ بجعل‌، فلما حذف‌ حرف‌ الجر نصب‌.

‌قال‌ الفراء: و يحتمل‌ «‌ان‌ جاء بعجل‌» ‌أن‌ ‌يکون‌ ‌في‌ موضع‌ رفع‌ بأن‌ تجعل‌ (لبث‌) فعلا ‌له‌ كأنك‌ قلت‌ فما أبطأ مجيئه‌ بعجل‌ حنيذ، ‌قال‌ الفراء: (الحنيذ) ‌ما حفرت‌ ‌له‌ ‌في‌ ‌الإرض‌ ‌ثم‌ عممته‌ و ‌هو‌ فعل‌ أهل‌ البادية. ‌قال‌ الفراء و غيره‌: و انما


[1] ديوانه‌: 9 و مجاز القرآن‌ 1: 292 و تفسير الطبري‌ 12: 41 و اللسان‌ (حنذ)، (هرج‌).
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست