responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 261

و ‌قوله‌ «قُل‌ إِنَّما أُمِرت‌ُ أَن‌ أَعبُدَ اللّه‌َ وَ لا أُشرِك‌َ بِه‌ِ» ‌في‌ عبادته‌ احداً، أدعو ‌الي‌ اللّه‌، و الإقرار بتوحيده‌ و صفاته‌ و توجيه‌ العبادة اليه‌ وحده‌، «وَ إِلَيه‌ِ مَآب‌ِ» اي‌ مرجعي‌ و مصيري‌، ‌من‌ قولهم‌: آب‌ يؤب‌ أوباً و مآباً، و المعني‌ يرجع‌ ‌الي‌ حيث‌ ‌لا‌ يملك‌ الضرر و النفع‌ ‌إلا‌ اللّه‌ ‌تعالي‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الرعد (13): آية 37]

وَ كَذلِك‌َ أَنزَلناه‌ُ حُكماً عَرَبِيًّا وَ لَئِن‌ِ اتَّبَعت‌َ أَهواءَهُم‌ بَعدَ ما جاءَك‌َ مِن‌َ العِلم‌ِ ما لَك‌َ مِن‌َ اللّه‌ِ مِن‌ وَلِي‌ٍّ وَ لا واق‌ٍ (37)

آية ‌قيل‌ ‌في‌ وجه‌ التشبيه‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «و كذلك‌» قولان‌:

أحدهما‌-‌ انه‌ شبه‌ انزاله‌ حكماً عربياً ‌بما‌ أنزل‌ ‌إلي‌ ‌من‌ تقدم‌ ‌من‌ الأنبياء.

الثاني‌-‌ انه‌ شبه‌ انزاله‌ حكماً عربياً بإِنزاله‌ كتاباً، تبياناً ‌في‌ انه‌ منعم‌ بجميع‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ العباد. و (الحكم‌) فصل‌ الأمر ‌علي‌ الحق‌، و ‌إذا‌ ‌قيل‌: حكم‌ بالباطل‌، فهو مثل‌ قولهم‌: حجة داحضة. و (العربي‌) ‌هو‌ الجاري‌ ‌علي‌ مذاهب‌ العرب‌ ‌في‌ كلامها فالقرآن‌ عربي‌ [‌علي‌ ‌هذا‌ المعني‌، لان‌ المعاني‌ ‌فيه‌ ‌علي‌ ‌ما تدعو اليه‌ الحكمة][1] و الألفاظ ‌علي‌ مذاهب‌ العرب‌ ‌في‌ الكلام‌. [و ‌قيل‌: انما سماه‌ حكماً عربياً لأنه‌ أتي‌ ‌به‌ نبي‌ عربي‌][2].

و ‌قوله‌ «وَ لَئِن‌ِ اتَّبَعت‌َ أَهواءَهُم‌» خطاب‌ للنبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌، و المراد ‌به‌ الأمة، يقول‌ ‌له‌ لئن‌ وافقت‌ و طلبت‌ أهواء ‌الّذين‌ كفروا ‌بعد‌ ‌ان‌ جاء العلم‌، لان‌ ‌ما أتيناك‌ ‌من‌ الدلالات‌ و المعجزات‌ للعلم‌. و الاتباع‌ طلب‌ اللحاق‌ بالأول‌ كيف‌ تصرف‌. اتبعه‌ اتباعاً و تبعه‌ يتبعه‌، فهو تابع‌ و ‌ذلک‌ متبوع‌. و الهوي‌-‌ مقصور‌-‌ هوي‌ النفس‌.

و الهواء‌-‌ ممدود‌-‌ هواء الجوف‌، و الهوي‌ ميل‌ الطباع‌ ‌الي‌ الشي‌ء بالشهوة.

و (العلم‌) ‌ما اقتضي‌ سكون‌ النفس‌.


[1] ‌ما ‌بين‌ القوسين‌ ‌من‌ المخطوطة و ‌هو‌ ساقط ‌من‌ المطبوعة.
[2] ‌ما ‌بين‌ القوسين‌ ساقط ‌من‌ المطبوعة ايضاً.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست