responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 260

و ‌قال‌ قوم‌: معناه‌ صفة «الجَنَّةِ الَّتِي‌ وُعِدَ المُتَّقُون‌َ» صفة جنة تجري‌ ‌من‌ تحتها الأنهار، و الجنة البستان‌ ‌ألذي‌ يجنه‌ الشجر، و المراد‌-‌ هاهنا‌-‌ جنة الخلد ‌الّتي‌ أعدها اللّه‌ للمتقين‌ جزاء ‌لهم‌ ‌علي‌ طاعاتهم‌ و انتهائهم‌ ‌عن‌ معاصيه‌، و المتقي‌ ‌هو‌ ‌ألذي‌ يتقي‌ عقاب‌ اللّه‌ بفعل‌ الواجبات‌ و ترك‌ المقبحات‌.

و ‌قوله‌ «أُكُلُها دائِم‌ٌ» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌ان‌ ثمارها ‌لا‌ تنقطع‌، ‌کما‌ تنقطع‌ ثمار الدنيا ‌في‌ ‌غير‌ أزمنتها‌-‌ ‌في‌ قول‌ الحسن‌.

الثاني‌-‌ النعيم‌ ‌به‌ ‌لا‌ ينقطع‌ بموت‌، و ‌لا‌ بغيره‌ ‌من‌ الآفات‌.

و ‌قوله‌ «و ظلها» اي‌ و ظل‌ الجنة دائم‌ ايضاً ليس‌ لها حر الشمس‌. ‌ثم‌ اخبر ‌ان‌ ‌ذلک‌ عاقبة ‌الّذين‌ اتقوا معاصي‌ اللّه‌ بفعل‌ طاعاته‌. و أخبر ‌أن‌ عاقبة الكافرين‌-‌ الجاحدين‌ لتوحيد اللّه‌ المنكرين‌ لنعمه‌-‌ النار، و الكون‌ ‌فيها‌ ‌علي‌ وجه‌ الدوام‌-‌ نعوذ باللّه‌ منها‌-‌

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الرعد (13): آية 36]

وَ الَّذِين‌َ آتَيناهُم‌ُ الكِتاب‌َ يَفرَحُون‌َ بِما أُنزِل‌َ إِلَيك‌َ وَ مِن‌َ الأَحزاب‌ِ مَن‌ يُنكِرُ بَعضَه‌ُ قُل‌ إِنَّما أُمِرت‌ُ أَن‌ أَعبُدَ اللّه‌َ وَ لا أُشرِك‌َ بِه‌ِ إِلَيه‌ِ أَدعُوا وَ إِلَيه‌ِ مَآب‌ِ (36)

آية بلا خلاف‌.

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌ان‌ ‌الّذين‌ آتيناهم‌ الكتاب‌، و معناه‌ أعطاهم‌، «يَفرَحُون‌َ بِما أُنزِل‌َ» ‌علي‌ ‌محمّد‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ و ‌قال‌ الحسن‌ و قتادة و مجاهد: ‌هم‌ اصحاب‌ النبي‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌ ‌الّذين‌ آمنوا ‌به‌ و صدقوه‌. و الأحزاب‌ ‌هم‌ اليهود و النصاري‌ و المجوس‌.

و ‌قال‌ الجبائي‌: يجوز ‌ان‌ ‌يعني‌ بالفرح‌ ‌به‌ اليهود و النصاري‌، لأن‌ ‌ما أتي‌ ‌به‌ مصدق‌ ‌لما‌ معهم‌، و أما انكار بعضهم‌، فهو انكار بعض‌ معانيه‌ و ‌ما يدل‌ ‌علي‌ صدقه‌ ‌أو‌ يخالف‌ أحكامهم‌. و (الأحزاب‌) جمع‌ حزب‌، و ‌هم‌ الجماعة ‌الّتي‌ تقوم‌ بالنائبة، يقال‌ تحزب‌ القوم‌ تحزباً و حزبهم‌ الأمر يحزبهم‌ ‌إذا‌ نالهم‌ بمكروهه‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست