آية بلا خلاف.
قرأ اهل الكوفة «و صدوا» بضم الصاد. الباقون بفتحها، قال ابو علي:
قال ابو عمرو، عن أبي الحسن: صد و صددته مثل رجع و رجعته، قال الشاعر:
صدت کما صد عما لا يحل له ساقي نصاري قبيل الفصح صوام[1]
فهذا صدت في نفسها، و قال الآخر:
صددت الكأس عنا ام عمرو
و اما قوله «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ المَسجِدِ الحَرامِ»[2] فالمعني يصدون المسلمين عن المسجد الحرام، فكان المفعول محذوفاً.
و قوله «رَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً»[3] يکون علي يصدون عنك اي لا يبايعونك، کما يبايعك المسلمون، و يجوز ان يكونوا يصدون غيرهم عن الايمان، کما صدوهم عنه، و يثبطون عنه. و حجة من أسند الفعل الي الفاعل، قوله «الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ»[4] و قوله «هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ»[5] فكما أسند الفعل الي الفاعل في جميع هذه الآي كذلك أسند في قوله «وَ صُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ» و قيل: إن قوماً جلسوا علي الطريق، فصدوا النّاس عن النبي صلّي اللّه عليه و سلّم ففيهم نزلت الآية.
و من بني الفعل للمفعول به جعل فاعل الصدِّ غواتهم و العتاة منهم في كفرهم، و قد يکون علي نحو ما يقال: صد فلان عن الخير و صد عنه، يعني انه لم يفعل خيراً، و لا يراد: ان مانعاً منعه. فأما قوله