responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 254

و ‌قال‌ البلخي‌. يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ معطوفاً ‌علي‌ ‌قوله‌ «وَ هُم‌ يَكفُرُون‌َ بِالرَّحمن‌ِ ...

وَ لَو أَن‌َّ قُرآناً» و يستغني‌ بذلك‌ ‌عن‌ الجواب‌، ‌کما‌ تقول‌: ‌هو‌ يشتمني‌ و ‌لو‌ أحسنت‌ اليه‌، و ‌هو‌ يؤذيني‌ و ‌لو‌ أكرمته‌.

و ‌قوله‌ «بَل‌ لِلّه‌ِ الأَمرُ جَمِيعاً» معناه‌ ‌ان‌ جميع‌ ‌ما ذكر‌-‌ ‌من‌ تسيير الجبال‌ و تقطيع‌ ‌الإرض‌ و إحياء الموتي‌، و ‌کل‌ تدبير يجري‌ ‌هذا‌ المجري‌-‌ للّه‌، لأنه‌ ‌لا‌ يملكه‌ و ‌لا‌ يقدر ‌عليه‌ سواه‌.

و ‌قوله‌ «أَ فَلَم‌ يَيأَس‌ِ الَّذِين‌َ آمَنُوا» ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌، و مجاهد، و الحسن‌، و قتادة، و ‌إبن‌ زيد، و ابو عبيدة: معناه‌ أ فلم‌ يعلم‌، ‌قال‌ سحيم‌:

أقول‌ ‌لهم‌ بالشعب‌ إذ يأسرونني‌        ألم‌ ييأسوا اني‌ ‌إبن‌ فارس‌ زهدم‌[1]

معناه‌ ألم‌ يعلموا.

الثاني‌-‌ ‌قال‌ الفراء: معناه‌ «أَ فَلَم‌ يَيأَس‌ِ الَّذِين‌َ آمَنُوا» ‌ان‌ ينقطع‌ طمعهم‌ ‌من‌ خلاف‌ ‌هذا‌، علما بصحته‌، ‌کما‌ ‌قال‌ لبيد:

‌حتي‌ ‌إذا‌ يئس‌ الرماة فأرسلوا        عصفاً دواجن‌ قافلًا اعصامها[2]

معناه‌: ‌حتي‌ ‌إذا‌ يئسوا ‌من‌ ‌کل‌ شي‌ء الا ‌ألذي‌ ظهر اي‌ يئسوا ‌من‌ خلاف‌ ‌ذلک‌ لعلمهم‌ بصحته‌، و العلم‌ بالشي‌ء يوجب‌ اليأس‌ ‌من‌ خلافه‌.

و ‌قوله‌ «لَو يَشاءُ اللّه‌ُ لَهَدَي‌ النّاس‌َ جَمِيعاً» معناه‌ الم‌ يعلموا ‌ان‌ اللّه‌ ‌لو‌ أراد ‌ان‌ يهدي‌ خلقه‌ كلهم‌ ‌الي‌ جنته‌ لهداهم‌، لكنه‌ كلفهم‌ لينالوا الثواب‌ بطاعاتهم‌ ‌علي‌ وجه‌ الاستحقاق‌. و يحتمل‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ المعني‌ ‌لو‌ أراد ‌ان‌ يلجئهم‌ ‌إلي‌ الاهتداء لقدر ‌علي‌ ‌علي‌ ‌ذلک‌، لكنه‌ ينافي‌ التكليف‌ و يبطل‌ الغرض‌ ‌منه‌.


[1] الشاعر ‌هو‌ سحيم‌ ‌بن‌ وثيل‌ الرياحي‌. و البيت‌ ‌في‌ تفسير الطبري‌ 13: 90
[2] تفسير الطبري‌ 13: 91 و اللسان‌ (دجن‌)، (عصم‌) و روايته‌ (غضفاً) بدل‌ (عصفاً)، يقصد أرسلوا الكلاب‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست