responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 248

‌من‌ عباده‌، بحسب‌ ‌ما يعلم‌ ‌من‌ مصلحته‌، و يضيّقه‌ ‌علي‌ آخرين‌ ‌إذا‌ علم‌ ‌ان‌ مصلحتهم‌ ‌في‌ ‌ذلک‌.

و ‌قوله‌ «وَ فَرِحُوا بِالحَياةِ الدُّنيا» معناه‌ و سروا‌-‌ هؤلاء ‌الّذين‌ بسط ‌لهم‌ ‌في‌ الرزق‌-‌ بالرزق‌ ‌في‌ الحياة الدنيا فنسوا فناءه‌ و بقاء امر الآخرة. و يحتمل‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ أراد ‌به‌ أنهم‌ فرحوا فرح‌ البطر، كقوله‌ «إِن‌َّ اللّه‌َ لا يُحِب‌ُّ الفَرِحِين‌َ»[1] و الفرح‌ ‌هو‌ السرور، و ‌هو‌ لذة ‌في‌ القلب‌ بنيل‌ المشتهي‌، و ‌منه‌ ‌قوله‌ «فَرِحِين‌َ بِما آتاهُم‌ُ اللّه‌ُ مِن‌ فَضلِه‌ِ».[2]

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ «وَ مَا الحَياةُ الدُّنيا فِي‌ الآخِرَةِ إِلّا مَتاع‌ٌ» و معناه‌ ليست‌ ‌هذه‌ الحياة الدنيا بالاضافة ‌الي‌ الحياة ‌في‌ الآخرة «إِلّا متاع‌» اي‌ إِلّا قليل‌ ذاهب‌ ‌في‌-‌ قول‌ مجاهد‌-‌ و انما ‌کان‌ كذلك‌، لان‌ ‌هذه‌ فانية و تلك‌ دائمة باقية. و المتاع‌ ‌ما يقع‌ ‌من‌ الانتفاع‌ ‌به‌ ‌في‌ العاجلة، و أصله‌ التمتع‌، و ‌هو‌ التلذذ بالأمر العاجل‌، و لذلك‌ وصفت‌ الدنيا بأنها متاع‌. و القدر قطع‌ الشي‌ء ‌علي‌ مساواة غيره‌ ‌من‌ ‌غير‌ زيادة و ‌لا‌ نقصان‌، و المقدار المثال‌ ‌ألذي‌ يعمل‌ ‌فيه‌ غيره‌ ‌في‌ مساواته‌، و معني‌ و يقدر‌-‌ هاهنا‌-‌ يضيق‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: ‌ان‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ خلق‌ الخلق‌ فجعل‌ الغنا لبعضهم‌ صلاحاً، و الفقر لبعضهم‌ صلاحاً، فذلك‌ الخيار للفريقين‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الرعد (13): آية 27]

وَ يَقُول‌ُ الَّذِين‌َ كَفَرُوا لَو لا أُنزِل‌َ عَلَيه‌ِ آيَةٌ مِن‌ رَبِّه‌ِ قُل‌ إِن‌َّ اللّه‌َ يُضِل‌ُّ مَن‌ يَشاءُ وَ يَهدِي‌ إِلَيه‌ِ مَن‌ أَناب‌َ (27)

آية بلا خلاف‌.

حكي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌عن‌ الكفار ‌الّذين‌ وصفهم‌ انهم‌ يقولون‌ «لَو لا أُنزِل‌َ» ‌علي‌ ‌محمّد‌ «آية» يعني‌ علامة و معجزة. و المعني‌ هلا انزل‌ ‌عليه‌ آية ‌من‌ ربه‌


[1] ‌سورة‌ القصص‌ 28 آية 76
[2] ‌سورة‌ آل‌ عمران‌ 3 آية 170
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست