responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 24

غنيت‌ بذلك‌ إذ ‌هم‌ لك‌ جيرة        منها بعطف‌ رسالة و تودد[1]

و اصل‌ الغني‌ الاكتفاء فمنه‌ الغني‌ بالمال‌ و الغناء الصوت‌ ‌ألذي‌ يتغني‌ ‌به‌، و الغناء الاكتفاء بحال‌ الشي‌ء و غني‌ بالمكان‌ ‌إذا‌ اقام‌ ‌به‌، لاكتفائه‌ بالاقامة ‌فيه‌، و الغانية الشابة المتزوجة. و (ألا) معناها التنبيه‌ و ‌هي‌ الف‌ استفهام‌ دخلت‌ ‌علي‌ (‌لا‌) فالالف‌ يقتضي‌ معني‌ و (‌لا‌) ينفي‌ معني‌، فاقتضي‌ الكلام‌ بهما معني‌ التنبيه‌ ‌مع‌ نفي‌ الفعلية.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ هود (11): آية 69]

وَ لَقَد جاءَت‌ رُسُلُنا إِبراهِيم‌َ بِالبُشري‌ قالُوا سَلاماً قال‌َ سَلام‌ٌ فَما لَبِث‌َ أَن‌ جاءَ بِعِجل‌ٍ حَنِيذٍ (69)

آية بلا خلاف‌.

قرأ حمزة و الكسائي‌ «‌قال‌ ‌سلّم‌» بكسر السين‌ و سكون‌ اللام‌ ‌من‌ ‌غير‌ الف‌ هنا، و ‌في‌ الذاريات‌. ‌قال‌ ‌محمّد‌ ‌بن‌ يزيد المبرد (‌السلام‌) ‌في‌ اللغة يحتمل‌ اربعة أشياء، منها مصدر سلمت‌، و منها جمع‌ سلامة، و منها اسم‌ ‌من‌ اسماء اللّه‌، و منها اسم‌ شجرة، و ‌منه‌ قول‌ الأخطل‌:

الإسلام‌ و حرمل‌ و ‌قوله‌ «دار ‌السلام‌»[2] يحتمل‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ مضافاً ‌الي‌ اللّه‌ تعظيماً لها، و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ دار ‌السلام‌ ‌من‌ العذاب‌ لمن‌ حصل‌ ‌فيها‌. و اما انتصاب‌ ‌قوله‌ «سلاماً» فانه‌ ‌لا‌ يحك‌ شيئاً تكلموا ‌به‌ فيحكي‌ ‌کما‌ تحكي‌ الجمل‌، و لكن‌ ‌هو‌ ‌ما تكلمت‌ ‌به‌ الرسل‌، ‌کما‌ ‌ان‌ القائل‌ ‌إذا‌ ‌قال‌ ‌لا‌ اله‌ الا اللّه‌، فقلت‌ ‌له‌ قلت‌ حقاً ‌او‌ قلت‌ اخلاصاً أعملت‌ القول‌ ‌في‌ المصدر لأنك‌ ذكرت‌ معني‌ ‌ما ‌قال‌، فلم‌ يحك‌ نفس‌ الكلام‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ جملة يحكي‌، فكذلك‌ نصب‌ سلاماً هنا، ‌لما‌ ‌کان‌ معني‌ ‌ما ‌قيل‌ و ‌لم‌ يكن‌ نفس‌


[1] ديوانه‌: 65 و مجمع‌ البيان‌ 3: 178 و تفسير الطبري‌ 15: 56، 465.
[2] ‌سورة‌ الانعام‌ 127 و ‌سورة‌ يونس‌ آية 25.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست