responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 229

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الرعد (13): الآيات‌ 12 ‌الي‌ 13]

هُوَ الَّذِي‌ يُرِيكُم‌ُ البَرق‌َ خَوفاً وَ طَمَعاً وَ يُنشِئ‌ُ السَّحاب‌َ الثِّقال‌َ (12) وَ يُسَبِّح‌ُ الرَّعدُ بِحَمدِه‌ِ وَ المَلائِكَةُ مِن‌ خِيفَتِه‌ِ وَ يُرسِل‌ُ الصَّواعِق‌َ فَيُصِيب‌ُ بِها مَن‌ يَشاءُ وَ هُم‌ يُجادِلُون‌َ فِي‌ اللّه‌ِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحال‌ِ (13)

آيتان‌ بلا خلاف‌.

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ ‌هو‌ ‌ألذي‌ يري‌ الخلق‌ البرق‌ اي‌ يجعلهم‌ ‌علي‌ صفة الرؤية بإيجاد المرئي‌ ‌لهم‌ و جعله‌ إِياهم‌ ‌علي‌ ‌هذه‌ الصفة ‌الّتي‌ يرون‌ معها المرئيات‌ ‌من‌ كونهم‌ احياء و رفع‌ الموانع‌ و الآفات‌ منهم‌ يقال‌: أراه‌ يريه‌ إِراءة إِذا جعله‌ رائياً مثل‌ أقامه‌ يقيمه‌ إِقامة، و ‌هو‌ مشتق‌ ‌من‌ الرؤية. و البرق‌ ‌ما ينقدح‌ ‌من‌ السحاب‌ ‌من‌ اللمعان‌ كعمود النار و جمعه‌ بروق‌ و ‌فيه‌ معني‌ السرعة، يقال‌: امض‌ ‌في‌ حاجتك‌ كالبرق‌، و الخوف‌ انزعاج‌ النفس‌ بتوهم‌ وقوع‌ الضرر، خاف‌ ‌من‌ كذا يخاف‌ خوفاً فهو خائف‌. و الشي‌ء مخوف‌. و الطمع‌ تقدير النفس‌ لوقوع‌ ‌ما يتوهم‌ ‌من‌ المحبوب‌. و مثله‌ الرجاء و الأمل‌.

و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ ‌قوله‌ «خَوفاً وَ طَمَعاً» قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ الحسن‌: خوفاً ‌من‌ الصواعق‌ ‌الّتي‌ تكون‌ ‌مع‌ البرق‌ و طمعاً ‌في‌ الغيث‌ ‌ألذي‌ يزيل‌ الجدب‌ و القحط.

و ‌قال‌ قتادة: خوفاً للمسافرين‌ ‌من‌ أذاه‌ و طمعاً للمقيم‌ ‌في‌ الرزق‌ ‌به‌، و هما منصوبان‌ ‌علي‌ ‌أنه‌ مفعول‌ ‌له‌.

و ‌قوله‌ «وَ يُنشِئ‌ُ السَّحاب‌َ الثِّقال‌َ» و الإنشاء فعل‌ الشي‌ء ‌من‌ ‌غير‌ سبب‌ مولد، و لذلك‌ ‌قيل‌ النشأة الاولي‌، و النشأة الثانية. و مثله‌ الاختراع‌ و الابتداع‌.

و السحاب‌ ‌هو‌ الغيم‌، سمي‌ ‌به‌، لأنه‌ ينسحب‌ ‌في‌ السماء. و ‌إذا‌ ‌قيل‌ سحابة جمعت‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست