responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 209

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ان‌ الرسل‌ ‌لما‌ يئسوا ‌من‌ فلاح‌ القوم‌ و علموا ‌ان‌ القوم‌ لقوهم‌ بالتكذيب‌ و نسبوهم‌ ‌الي‌ الكذب‌، لان‌ التكذيب‌ نسبة القائل‌ ‌الي‌ الكذب‌، و ضده‌ التصديق‌ و الاستيئاس‌ و اليأس‌ انقطاع‌ الطمع‌ «جاءَهُم‌ نَصرُنا» اي‌ أتاهم‌ نصر اللّه‌ باهلاك‌ ‌من‌ كذبهم‌ و ‌لا‌ يرد بأسنا فالبأس‌ شدة الأمر ‌علي‌ النفس‌ يقال‌ ‌له‌ بأس‌ ‌في‌ الحرب‌ و البئيس‌ الشجاع‌ لشدة أمره‌. و ‌منه‌ البؤس‌ الفقر و البائس‌ الفقير «عَن‌ِ القَوم‌ِ المُجرِمِين‌َ» يعني‌ المخطئين‌ ‌الّذين‌ اقترفوا السيئات‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 111]

لَقَد كان‌َ فِي‌ قَصَصِهِم‌ عِبرَةٌ لِأُولِي‌ الأَلباب‌ِ ما كان‌َ حَدِيثاً يُفتَري‌ وَ لكِن‌ تَصدِيق‌َ الَّذِي‌ بَين‌َ يَدَيه‌ِ وَ تَفصِيل‌َ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ وَ هُدي‌ً وَ رَحمَةً لِقَوم‌ٍ يُؤمِنُون‌َ (111)

آية بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ان‌ ‌في‌ قصص‌ الأمم‌ الماضين‌ ‌الّتي‌ ذكرها دلالة لذوي‌ العقول‌ ‌علي‌ تصديق‌ الرسل‌ و ‌ان‌ ‌ما أخبرناك‌ ‌به‌ ‌لم‌ يكن‌ حديثاً كذباً. و الحديث‌ الاخبار ‌عن‌ حوادث‌ الزمان‌ و تسميته‌ بأنه‌ حديث‌ يدل‌ ‌علي‌ انه‌ حادث‌، لان‌ القديم‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ حديثاً، و الافتراء القطع‌ بالمعني‌ ‌علي‌ خلاف‌ ‌ما ‌هو‌ ‌به‌ و أصله‌ القطع‌ ‌من‌ قولهم‌ قريت‌ الأديم‌ فرياً ‌إذا‌ قطعته‌، و وجه‌ الاعتبار بتلك‌ القصص‌ ‌ان‌ ‌ألذي‌ ‌من‌ قولهم‌ قريت‌ الأديم‌ فرياً ‌إذا‌ قطعته‌، و وجه‌ الاعتبار بتلك‌ القص‌ ‌ان‌ ‌ألذي‌ قدر ‌علي‌ إِعزاز يوسف‌ ‌بعد‌ القائه‌ ‌في‌ الجب‌ و اعلائه‌ ‌بعد‌ حبسه‌ ‌في‌ السجن‌ و تمليكه‌ مصر ‌بعد‌ ‌ان‌ ‌کان‌ كبعض‌ أهلها ‌في‌ حكم‌ العبيد و جمعه‌ بينه‌ و ‌بين‌ والديه‌ و إخوته‌ ‌علي‌ ‌ما أحبوا ‌بعد‌ مدة طويلة و شقة بعيدة لقادر ‌ان‌ يعز ‌محمّد‌ صلّي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و ‌سلّم‌، و يعلي‌ كلمته‌ و ينصره‌ ‌علي‌ ‌من‌ عاداه‌.

و ‌قوله‌ «وَ لكِن‌ تَصدِيق‌َ الَّذِي‌ بَين‌َ يَدَيه‌ِ» معناه‌ تصديق‌ الكتب‌ ‌الّتي‌ قبله‌ ‌من‌ التوراة، و الإنجيل‌ و غيرهما ‌من‌ كتب‌ اللّه‌ ‌في‌ قول‌ الحسن‌ و قتادة. و انما ‌قيل‌ ‌لما‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست