اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 195
في الكلام حذف، لان تقديره إن اخوة يوسف وصلوا إلي أبيهم بعد ان جاء البشير و ألقوا قميصه علي وجهه ورد اللّه بصره عليه، فلما رأوه قالوا له «يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا» أي سل اللّه تعالي ان يستر علينا ذنوبنا، و لا يعاقبنا عليها، فانّا «كُنّا خاطِئِينَ» فيما فعلناه بيوسف.
و متي قيل: كيف سألوه الاستغفار مع انهم كانوا تابوا و التوبة تسقط العقاب!
قلنا أما علي مذهبنا فلان التوبة لا تسقط العقاب وجوباً، و انما يسقطه اللّه تعالي عندها تفضلا. و أما علي مذهب مخالفنا، فإنهم سألوه ذلک، لأجل المظلمة المتعلقة بصفح المظلوم، و سؤال صاحبه ان لا يأخذ بظلمه، لا بد انه توبة خاصة منه و وجه آخر، و هو ان يبلغه منزلة بدعائه يصير بمنزلة عالية لمكان سؤاله.