responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 194

آية بلا خلاف‌.

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ إنه‌ ‌لما‌ جاء المبشر بيوسف‌ ‌الي‌ يعقوب‌ ألقي‌ القميص‌ ‌علي‌ وجهه‌ فرجع‌ بصيراً. و البشير ‌ألذي‌ يأتي‌ بالبشارة العظيمة. و جاء ‌علي‌ لفظ (فعيل‌) ‌لما‌ ‌فيه‌ ‌من‌ المبالغة يقال‌ بشره‌ تبشيراً، و معني‌ أبشرته‌: قلت‌ ‌له‌: استبشر، كقوله‌ «وَ أَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي‌ كُنتُم‌ تُوعَدُون‌َ»[1] و ‌قال‌ الحسن‌، و مجاهد، و الضحاك‌:

‌کان‌ البشير يهوذ ‌بن‌ يعقوب‌، و الإلقاء إيقاع‌ الشي‌ء ‌علي‌ الشي‌ء، و ‌يکون‌ بمعني‌ إيجاد الشي‌ء.

و ‌قوله‌ «فَارتَدَّ بَصِيراً» فالارتداد انقلاب‌ الشي‌ء ‌الي‌ حال‌، ‌قد‌ ‌کان‌ عليها، و ‌هو‌ و الرجوع‌ بمعني‌ واحد. و البصير ‌من‌ ‌کان‌ ‌علي‌ صفة يجب‌ لأجلها ‌ان‌ يبصر المبصرات‌ ‌إذا‌ وجدت‌، و (‌ان‌) ‌بعد‌ ‌قوله‌ «فلما» زائدة للتوكيد، ‌کما‌ ‌قال‌ «وَ لَمّا أَن‌ جاءَت‌ رُسُلُنا»[2] و ‌لا‌ موضع‌ لها ‌من‌ الاعراب‌ و ‌هي‌ تزاد ‌مع‌ (‌لما‌) و (‌حتي‌) ‌علي‌ وجه‌ الصلة تأكيداً، تقول‌: ‌قد‌ ‌کان‌ ذاك‌ ‌حتي‌ ‌کان‌ كذا و كذا، و ‌حتي‌ ‌ان‌ ‌کان‌ كذا.

و ‌قوله‌ «إِنِّي‌ أَعلَم‌ُ مِن‌َ اللّه‌ِ ما لا تَعلَمُون‌َ» .. ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ إني‌ اعلم‌ ‌من‌ صحة رؤيا يوسف‌، و ‌إن‌ تأويلها سيكون‌ ‌علي‌ ‌ما رأي‌ «ما لا تَعلَمُون‌َ» ‌من‌ تأويل‌ الرؤيا.

و الثاني‌-‌ «إِنِّي‌ أَعلَم‌ُ» ‌من‌ بلوي‌ الأنبياء بالشدائد و المحن‌ ‌الّتي‌ يصيرون‌ منها ‌الي‌ وقت‌ الفرج‌ «ما لا تَعلَمُون‌َ». ذكره‌ الجبائي‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 97]

قالُوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِين‌َ (97)

آية بلا خلاف‌.


[1] ‌سورة‌ حم‌ السجدة آية 30.
[2] ‌سورة‌ العنكبوت‌ آية 33.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست