آية بلا خلاف.
اخبر اللّه تعالي إنه لما جاء المبشر بيوسف الي يعقوب ألقي القميص علي وجهه فرجع بصيراً. و البشير ألذي يأتي بالبشارة العظيمة. و جاء علي لفظ (فعيل) لما فيه من المبالغة يقال بشره تبشيراً، و معني أبشرته: قلت له: استبشر، كقوله «وَ أَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ»[1] و قال الحسن، و مجاهد، و الضحاك:
کان البشير يهوذ بن يعقوب، و الإلقاء إيقاع الشيء علي الشيء، و يکون بمعني إيجاد الشيء.
و قوله «فَارتَدَّ بَصِيراً» فالارتداد انقلاب الشيء الي حال، قد کان عليها، و هو و الرجوع بمعني واحد. و البصير من کان علي صفة يجب لأجلها ان يبصر المبصرات إذا وجدت، و (ان) بعد قوله «فلما» زائدة للتوكيد، کما قال «وَ لَمّا أَن جاءَت رُسُلُنا»[2] و لا موضع لها من الاعراب و هي تزاد مع (لما) و (حتي) علي وجه الصلة تأكيداً، تقول: قد کان ذاك حتي کان كذا و كذا، و حتي ان کان كذا.
و قوله «إِنِّي أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ» .. قيل في معناه قولان:
أحدهما- إني اعلم من صحة رؤيا يوسف، و إن تأويلها سيكون علي ما رأي «ما لا تَعلَمُونَ» من تأويل الرؤيا.
و الثاني- «إِنِّي أَعلَمُ» من بلوي الأنبياء بالشدائد و المحن الّتي يصيرون منها الي وقت الفرج «ما لا تَعلَمُونَ». ذكره الجبائي.
قالُوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ (97)