responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 176

يُوسُف‌ُ فِي‌ نَفسِه‌ِ» يعني‌ أخفي‌ ‌هذه‌ الكلمة ‌في‌ نفسه‌، «وَ لَم‌ يُبدِها لَهُم‌» ‌ أي ‌ ‌لم‌ يظهرها ‌لهم‌.

و اختلفوا فيما أسر ‌في‌ نفسه‌، ‌فقال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و الحسن‌ و قتادة: أسر ‌قوله‌ «أَنتُم‌ شَرٌّ مَكاناً» ‌ أي ‌ ممن‌ قلتم‌ ‌له‌ ‌هذا‌ «وَ اللّه‌ُ أَعلَم‌ُ بِما تَصِفُون‌َ» انه‌ كذب‌. و ‌قال‌ قوم‌: أسرها بإضمار الكلمة للدلالة عليها ‌قال‌ حاتم‌ طي‌:

أ ماوي‌ ‌ما يغني‌ الثراء ‌عن‌ الفتي‌        ‌إذا‌ حشرجت‌ يوماً و ضاق‌ بها الصدر[1]

و انما ‌قال‌ ‌إن‌ مكانكم‌ شرّاً ‌لما‌ ظهر ‌من‌ الأمر ‌ألذي‌ يقتضي‌ ‌هذا‌ الوصف‌. و الصفة و الوصف‌ مصدران‌ بمعني‌ واحد مثل‌ وعد وعدة، و وجه‌ وجهة. و ‌قال‌ الحسن‌ ‌لم‌ يكن‌ اخوة يوسف‌ يومئذ أنبياء، و إنما اعطوا النبوة فيما ‌بعد‌، و عندنا إنهم‌ ‌لم‌ يكونوا أنبياء ‌في‌ وقت‌، ‌لا‌ ‌في‌ الحال‌، و ‌لا‌ فيما ‌بعد‌، لان‌ ‌ما فعلوه‌ بيوسف‌ ‌من‌ الافعال‌ القبيحة ينافي‌ النبوة لأن‌ النبي‌ ‌لا‌ يقع‌-‌ عندنا‌-‌ ‌منه‌ قبيح‌ أصلًا، ‌لا‌ صغير و ‌لا‌ كبير.

و ‌قال‌ البلخي‌: كذبوا ‌في‌ قولهم‌ «سَرَق‌َ أَخ‌ٌ لَه‌ُ مِن‌ قَبل‌ُ» و اللّه‌ اعلم‌ ‌بما‌ يعنون‌ ‌في‌ ‌ذلک‌ و انه‌ كذب‌، و ‌قال‌ ‌لم‌ يصح‌ عندنا ‌ان‌ اخوة يوسف‌ كانوا أنبياء و جوز ‌ان‌ ‌يکون‌ الأسباط غيرهم‌ ‌او‌ كانوا ‌من‌ أولادهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 78]

قالُوا يا أَيُّهَا العَزِيزُ إِن‌َّ لَه‌ُ أَباً شَيخاً كَبِيراً فَخُذ أَحَدَنا مَكانَه‌ُ إِنّا نَراك‌َ مِن‌َ المُحسِنِين‌َ (78)

آية بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌عن‌ أخوة يوسف‌ انه‌ ‌لما‌ أخذ يوسف‌ أخاه‌ منهم‌ مظهراً لاسترقاقه‌ قالوا ‌له‌، و ‌هم‌ ‌لا‌ يعرفونه‌ «يا أَيُّهَا العَزِيزُ» و العزيز الممتنع‌


[1] مر ‌هذا‌ البيت‌ ‌في‌ 5: 63
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست