آية بلا خلاف.
قرأ يعقوب «يرفع درجات من يشاء» بالياء فيهما علي وجه الكناية عن اللّه.
الباقون بالنون فيهما علي وجه الاخبار منه تعالي عن نفسه. و نوّن التاء من (درجات) اهل الكوفة. الباقون علي الاضافة.
اخبر اللّه تعالي ان يوسف أمر أصحابه بأن يفتشوا أوعيتهم و رحالاتهم، و ان يبدؤوا بأوعية الجماعة قبل وعاء أخيه ليكون ابعد من التهم، فلما لم يجدوا فيها شيئاً امر حينئذ باستخراجها من وعاء أخيه. ثم اخبر اللّه تعالي انه كاد ليوسف، و الكيد التعريض للغيظ، و کان التدبير علي أخوة يوسف حتي أخذ منهم أخوهم بما يوجبه حكمهم، هو كالتعريض للغيظ من جهة اغتمامهم بما نزل من ذلک الامر بهم. و التقدير كدنا اخوته له بما دبرنا في أمره.
و قيل الكيد التعريض للضرّ بما خفي، و قد يعبر عن الجزاء علي المعصية بالكيد، كقوله «وَ أُملِي لَهُم إِنَّ كَيدِي مَتِينٌ» اي عقوبتي.
و قوله «ما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ المَلِكِ» معناه إنه لم يكن يوسف ممن يأخذ أخاه علي دين الملك في جزاء من سرق ان يستعبد قال الشاعر:
تقول إذا درأت لها وضيني أ هذا دينه ابداً و ديني[1]
اي هذا عادته ابداً و عادتي. و قوله «إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ» قال الحسن إنما قال ذلک لأنه تعالي کان أمره بذلك بدلالة قوله «نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ» اي بما نريه من وجوه الصواب في بلوغ المراد.
و قوله «وَ فَوقَ كُلِّ ذِي عِلمٍ عَلِيمٌ» قيل في معناه قولان: