ثلاث آيات بلا خلاف.
حكي اللّه تعالي في الاية الأولي عن يوسف انه قال للملك حين قذفته زوجته بالسوء: هي طالبتني عن نفسي، و انا بريء الساحة، و شهد له بذلك شاهد من أهل المرأة. قال إبن عباس، و سعيد بن جبير- في رواية عنهما- و ابو هريرة: انه کان صبياً في المهد. و في رواية اخري عن إبن عباس، و إبن جبير، و هو قول الحسن و قتادة: انه کان رجلًا حكيما، و اختاره الجبائي، قال: انه لو کان طفلًا لكان قوله معجزاً لا يحتاج معه الي الثاني، فلما قال الشاهد إن کان قميصه كذا، و كذا ذهب الي الاستدلال بأنه لو کان هذا المراود، لكان القميص مقدوداً من قبل، و حيث هو مقدود من دبر علم أنها هي المراودة و مع كلام الطفل لا يحتاج الي ذلک.
و قوله «إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وَ هُوَ مِنَ الكاذِبِينَ» حكاية ما قال الشاهد، و كذلك قوله «وَ إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَت وَ هُوَ مِنَ الصّادِقِينَ» تمام الحكاية عن الشاهد.
و (من) في قوله «قد من دبر ... و ... من قبل» لابتداء الغاية، لان ابتداء القد کان منها. و الّتي في قوله «من الكاذبين» للتبعيض، لأنه بعض الكاذبين و اسقط (أن) من شهد أنه ان کان لأنه ذهب مذهب القول في الحكاية، کما قال «يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ»[1] لان التقدير يوصيكم اللّه في أولادكم ان المال، و قال ابو العباس المبرد: معني