responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 125

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 25]

وَ استَبَقَا الباب‌َ وَ قَدَّت‌ قَمِيصَه‌ُ مِن‌ دُبُرٍ وَ أَلفَيا سَيِّدَها لَدَي‌ الباب‌ِ قالَت‌ ما جَزاءُ مَن‌ أَرادَ بِأَهلِك‌َ سُوءاً إِلاّ أَن‌ يُسجَن‌َ أَو عَذاب‌ٌ أَلِيم‌ٌ (25)

آية بلا خلاف‌.

معني‌ ‌قوله‌ «وَ استَبَقَا الباب‌َ» اي‌ طلب‌ ‌کل‌ واحد ‌من‌ يوسف‌ و امرأَة العزيز السبق‌ ‌الي‌ الباب‌، و السبق‌ تقدم‌ الشي‌ء لصاحبه‌ ‌في‌ مجيئه‌.

و ‌قوله‌ «وَ قَدَّت‌ قَمِيصَه‌ُ مِن‌ دُبُرٍ» اي‌ شقته‌ طولًا، و القد شق‌ الشي‌ء طولًا، و ‌منه‌:

‌قد‌ الأديم‌ يقده‌ قدّاً، فهو مقدود، ‌إذا‌ ‌کان‌ ذاهبا ‌في‌ جهة الطول‌ ‌علي‌ استواء.

و ‌قوله‌ «‌من‌ دبر» اي‌ ‌من‌ جهة الخلف‌. و القبل‌ جهة القدام‌، يقال‌ أتاه‌ قبلًا، و دبراً، ‌إذا‌ أَتاه‌ ‌من‌ الجهتين‌ و معني‌ «أَلفَيا سَيِّدَها» صادفاه‌، أَلفي‌ يلفي‌ الفاً ‌قال‌ ذو الرمة:

و مطعم‌ الصيد هبّال‌ لبغيته‌        الفي‌ أباه‌ بذاك‌ الكسب‌ يكتسب‌[1]

و ‌قوله‌ «قالَت‌ ما جَزاءُ مَن‌ أَرادَ بِأَهلِك‌َ سُوءاً» حكاية ‌ما قالت‌ المرأة للملك‌، و ‌ما ‌في‌ مقابلة ‌من‌ أراد بأهلك‌ سوءاً، و الجزاء مقابلة العمل‌ ‌بما‌ ‌هو‌ حقه‌ ‌من‌ خير ‌او‌ شر يقال‌: جازاه‌ يجازيه‌ مجازاة، و جزاءً «إِلّا أَن‌ يُسجَن‌َ أَو عَذاب‌ٌ أَلِيم‌ٌ» معناه‌ انه‌ ليس‌ مقابلته‌ إلّا سجنه‌ ‌أو‌ يعذب‌ ‌علي‌ فعله‌ عذاباً مؤلماً موجعاً. و عطف‌ العذاب‌-‌ و ‌هو‌ اسم‌-‌ ‌علي‌ الفعل‌، و ‌هو‌ ‌قوله‌ «‌ان‌ يسجن‌» لأن‌ تقديره‌ ‌إلا‌ السجن‌ ‌أو‌ عذاب‌ اليم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): الآيات‌ 26 ‌الي‌ 28]

قال‌َ هِي‌َ راوَدَتنِي‌ عَن‌ نَفسِي‌ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن‌ أَهلِها إِن‌ كان‌َ قَمِيصُه‌ُ قُدَّ مِن‌ قُبُل‌ٍ فَصَدَقَت‌ وَ هُوَ مِن‌َ الكاذِبِين‌َ (26) وَ إِن‌ كان‌َ قَمِيصُه‌ُ قُدَّ مِن‌ دُبُرٍ فَكَذَبَت‌ وَ هُوَ مِن‌َ الصّادِقِين‌َ (27) فَلَمّا رَأي‌ قَمِيصَه‌ُ قُدَّ مِن‌ دُبُرٍ قال‌َ إِنَّه‌ُ مِن‌ كَيدِكُن‌َّ إِن‌َّ كَيدَكُن‌َّ عَظِيم‌ٌ (28)


[1] اللسان‌ «طعم‌»
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست