آية بلا خلاف.
قرأ اهل الكوفة، و نافع «المخلصين» بفتح اللام. الباقون بكسرها. قال أبو علي حجة من كسر اللام قوله «أَخلَصُوا دِينَهُم»[1] و من فتح اللام، فيكون بني الفعل للمفعول به، و يکون معناه و معني من كسر اللام واحد، فإذا أَخلصوا هم دينهم فهم مخلصون، و إذا أُخلصوا فهم مخلصون.
و معني (الهمّ) في اللغة علي وجوه، منها: العزم علي الفعل، كقوله «إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم»[2]، أي أرادوا ذلک و عزموا عليه. و مثله قول الشاعر:
هممت و لم افعل و كدت و ليتني تركت علي عثمان تبكي حلائله[3]
و قال حاتم طي:
و للّه صعلوك تساور همه و يمضي علي الأيام و الدهر مقدما[4]
و منها: خطور الشيء بالبال، و ان لم يعزم عليه. كقوله «إِذ هَمَّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا وَ اللّهُ وَلِيُّهُما»[5] و المعني ان الفشل خطر ببالهم، و لو کان الهم هاهنا عزماً لما کان اللّه وليهما، لأنه قال «وَ مَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزاً إِلي فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ»[6]، و ارادة المعصية و العزم عليها معصية بلا خلاف، و قال قوم: العزم علي الكبير كبير، و علي الكفر كفر، و لا يجوز أن يکون اللّه وليّ من عزم علي الفرار عن نصرة نبيه صلّي اللّه عليه و سلّم و يقوي ذلک ما قال كعب إبن زهير: