اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 115
و قوله «بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ» أي بثمن ذي بخس أي ناقص. و قيل بثمن ذي ظلم، لأنه کان حرّاً، لا يحل بيعه، فالثمن هو بدل الشيء من العين أو الورق. و يقال في غيرهما أيضاً مجازاً. و البخس النقص من الحق، يقال: بخسه في الوزن او الكيل إذا نقصه من حقه فيهما. و معني «معدودة» اي قليلة، لان الكثير قد يمنع من عدده لكثرته. و قيل: عدوها و لم يزنوها. و قيل: انهم كانوا لا يزنون الدراهم حتي تبلغ أوقية، و أوقيتهم أَربعون درهماً. و قال عبد اللّه بن مسعود و إبن عباس و قتادة: إنها كانت عشرين درهماً. و عن أبي عبد اللّه (ع) إنها كانت ثمانية عشر درهماً. و قال إبن عباس و مجاهد: ان الّذين باعوه اخوته، و انهم كانوا حضوراً، فقالوا هذا عبد لنا ابق، فباعوه. و قال قتادة الّذين باعوه السيارة.
و قوله «وَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ» يعني الّذين باعوه، زهدوا فيه، فلذلك باعوه بثمن بخس، و تقديره و كانوا زاهدين فيه من الزاهدين بجهلهم بما له عند اللّه من المنزلة الرفيعة، و انما قدموا الظرف، لأنه أقوي في حذف العامل من غيره، و لا يجوز قياساً علي ذلک (و كانوا زيداً من الضاربين)