responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 107

و ‌قال‌ مجاهد معني‌ «نرتع‌» يحفظ بعضنا بعضاً ‌من‌ الرعاية. و اللعب‌ يحتمل‌ ‌ما يستهجن‌ و يسترذل‌ لطلب‌ الفرح‌ ‌من‌ ‌غير‌ مراعاة شي‌ء ‌من‌ الحِلم‌ كفعل‌ الصبي‌ ‌إذا‌ قصد ‌هذا‌ القصد.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ اخوة يوسف‌ انهم‌ قالوا لأبيهم‌ أرسل‌ يوسف‌ معنا ينال‌ الملاذ و يتفرَّح‌، و نحن‌ حافظون‌ ‌له‌ و مراعون‌ لأحواله‌ ‌فلا‌ تخشي‌ ‌عليه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ يوسف‌ (12): آية 13]

قال‌َ إِنِّي‌ لَيَحزُنُنِي‌ أَن‌ تَذهَبُوا بِه‌ِ وَ أَخاف‌ُ أَن‌ يَأكُلَه‌ُ الذِّئب‌ُ وَ أَنتُم‌ عَنه‌ُ غافِلُون‌َ (13)

آية بلا خلاف‌.

قرأ الكسائي‌ و خلف‌ ‌في‌ اختياره‌، و ابو جعفر و ورش‌ و الأعشي‌ و اليزيدي‌ ‌في‌ الإدراج‌ ‌إلا‌ سجادة، و مدين‌ ‌من‌ طريق‌ ‌عبد‌ ‌السلام‌ «الذّيب‌» بتخفيف‌ الهمزة ‌في‌ المواضع‌ الثلاثة. الباقون‌ الهمزة. و الهمز و ترك‌ الهمز لغتان‌ مشهورتان‌ ‌قال‌ ابو علي‌: و الأصل‌ ‌فيه‌ الهمزة، فان‌ خفف‌ جاز، و ‌ان‌ وقع‌ ‌في‌ مكان‌ الردف‌ قلب‌ قلباً ‌کما‌ ‌قال‌ الشاعر:

كأن‌ مكان‌ الردف‌ ‌منه‌ ‌علي‌ رال‌[1]

فقلب‌ الهمزة الفاً.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ حكاية ‌عن‌ يعقوب‌ انه‌ ‌قال‌ حين‌ طلب‌ اخوة يوسف‌ إنفاذ يوسف‌ معهم‌، و احتيالهم‌ ‌في‌ ‌ذلک‌. و اشفق‌ ‌من‌ ‌ذلک‌، ‌قال‌ «إِنِّي‌ لَيَحزُنُنِي‌» اي‌ يؤلم‌ قلبي‌. يقال‌ حزّنتك‌ و أحزنتك‌ لغتان‌، و الحزن‌ ألم‌ القلب‌ بفراق‌ المحب‌ و يعظم‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ فراقه‌ ‌الي‌ ‌ما يبغض‌ «أَن‌ تَذهَبُوا بِه‌ِ» اي‌ ليحزنني‌ اذهابكم‌ ‌به‌، و الذهاب‌


[1] قائله‌ امرؤ القيس‌، ديوانه‌: 165 و امالي‌ الشريف‌ المرتضي‌ 1: 229 و صدره‌:
و صم‌ صلاب‌ ‌ما يقين‌ ‌من‌ الوجي‌ و ‌هو‌ يصف‌ حوافر الفرس‌ بأنها (صم‌) اي‌ صلبة (‌لا‌ يقين‌) ليس‌ ‌فيها‌ تجويف‌ (‌من‌ الوجي‌) و ‌هو‌ الخفاء. و (مكان‌ الردف‌) الموضع‌ ‌ألذي‌ يردف‌ ‌عليه‌ الراكب‌. و (الرال‌) فرخ‌ الغزال‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست