responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 7

‌له‌ طريق‌ ‌الي‌ ‌أن‌ يعلم‌ صحة ‌ما كذب‌ ‌به‌. و «الجحيم‌» النار الشديدة الإيقاد و ‌هو‌ اسم‌ ‌من‌ أسماء جهنم‌ و يقال‌: جحم‌ فلان‌ النار ‌إذا‌ شدد إيقادها، و يقال‌ أيضاً لعين‌ الأسد: جحمة لشدة إيقادها، و يقال‌ ‌ذلک‌ للحرب‌ أيضاً ‌قال‌ الشاعر:

و الحرب‌ ‌لا‌ تبقي‌ لجا        حمها التخيل‌ و المراح‌

إلَّا الفتي‌ الصبار ‌في‌ النج        دات‌ و الفرس‌ الوقاح‌[1]

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 87]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبات‌ِ ما أَحَل‌َّ اللّه‌ُ لَكُم‌ وَ لا تَعتَدُوا إِن‌َّ اللّه‌َ لا يُحِب‌ُّ المُعتَدِين‌َ (87)

آية بلا خلاف‌.

‌هذا‌ خطاب‌ للمؤمنين‌ خاصة نهاهم‌ اللّه‌ ‌أن‌ يحرموا طيبات‌ ‌ما أحل‌ اللّه‌ ‌لهم‌.

و التحريم‌ ‌هو‌ العقد ‌علي‌ ‌ما ‌لا‌ يجوز فعله‌ للعبد، و التحليل‌ حل‌ ‌ذلک‌ العقد، و ‌ذلک‌ كتحريم‌ السبت‌ بالعقد ‌علي‌ أهله‌، ‌فلا‌ يجوز ‌لهم‌ العمل‌ ‌فيه‌، و تحليله‌ تحليل‌ ‌ذلک‌ العقد بأنه‌ يجوز ‌لهم‌ الآن‌ العمل‌ ‌فيه‌. و الطيبات‌ اللذيذات‌ ‌الّتي‌ تشتهيها النفوس‌ و تميل‌ اليها القلوب‌. و يقال‌: طيب‌ بمعني‌ حلال‌. و تقول‌:

يطيب‌ ‌له‌ كذا ‌ أي ‌ يحل‌ ‌له‌، و ‌لا‌ يليق‌ ‌ذلک‌ بهذا الموضوع‌، لأنه‌ ‌لا‌ يقال‌:

‌لا‌ تحرموا حلال‌ ‌ما أحل‌ اللّه‌ لكم‌.

و ‌ألذي‌ اقتضي‌ ذكر النهي‌ ‌عن‌ تحريم‌ الطيبات‌-‌ ‌علي‌ ‌ما ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و ‌أبو‌ مالك‌ و قتادة و ابراهيم‌-‌ حال‌ الرهبان‌ ‌الّذين‌ حرموا ‌علي‌ أنفسهم‌ المطاعم‌ الطيبة و المشارب‌ اللذيذة و حبسوا أنفسهم‌ ‌في‌ الصوامع‌ و ساحوا ‌في‌ ‌الإرض‌، و حرموا النساء، فهم‌َّ قوم‌ ‌من‌ الصحابة ‌أن‌ يفعلوا مثل‌ ‌ذلک‌، فنهاهم‌ اللّه‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌. و ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌: نهوا ‌أن‌ يحرموا الحلال‌ ‌من‌ الرزق‌ ‌بما‌ يخلطه‌ ‌من‌ الغصب‌. و اختار الرماني‌ الوجه‌ الأول‌، لأن‌ أكثر المفسرين‌ ‌عليه‌.


[1] انظر 2: 438 ‌من‌ ‌هذا‌ الكتاب‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست