responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 486

يليها الفعل‌، لأنها حينئذ ‌قد‌ صارت‌ حرفا ‌من‌ حروف‌ الابتداء. و اللام‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «لفاسقين‌» لام‌ الابتداء ‌الّتي‌ تكسر لها (‌ان‌) و انما جاز ‌ان‌ يعمل‌ ‌ما قبلها فيما بعدها، لأنها مزحلقة ‌عن‌ موضعها إذ لها صدر الكلام‌ و لكن‌ كره‌ الجمع‌ بينها و ‌بين‌ (‌ان‌) فأخرت‌.

و ‌قال‌ قوم‌: المعني‌ و ‌ما وجدنا أكثرهم‌ الا فسقة. فان‌ ‌قيل‌: كيف‌ ‌قال‌ «أَكثَرَهُم‌ لَفاسِقِين‌َ» و ‌هم‌ كلهم‌ فاسقون‌!

‌قيل‌ يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ الرجل‌ عدلا ‌في‌ دينه‌ ‌غير‌ متهتك‌ و ‌لا‌ مرتكب‌ ‌لما‌ يعتقد قبحه‌ و تحريمه‌، فيكون‌ تأويل‌ ‌الآية‌ و ‌ما وجدنا أكثرهم‌-‌ ‌مع‌ كفره‌-‌ الا فاسقا ‌في‌ دينه‌ ‌غير‌ لازم‌ لشريعته‌ خائنا للعهد قليل‌ الوفاء، و ‌ان‌ ‌کان‌ ‌ذلک‌ واجب‌ ‌عليه‌ ‌في‌ دينه‌.

و ‌فيها‌ دلالة ‌علي‌ انه‌ ‌يکون‌ ‌في‌ الكفار ‌من‌ يفي‌ بعهده‌ و وعده‌ و بعيد ‌عن‌ الخلف‌ و ‌ان‌ ‌کان‌ كافرا. و كذلك‌ ‌قد‌ ‌يکون‌ منهم‌ المتدين‌ ‌ألذي‌ ‌لا‌ يري‌ ‌ان‌ يأتي‌ ‌ما ‌هو‌ فسق‌ ‌في‌ دينه‌ كالغصب‌ و الظلم‌، فأخبر ‌تعالي‌ انهم‌ ‌مع‌ كفرهم‌ كانوا ‌لا‌ وفاء ‌لهم‌ و ‌لا‌ يدينون‌ بمذهبهم‌ بل‌ كانوا يفعلون‌ ‌ما ‌هو‌ فسق‌ عندهم‌، و ‌ذلک‌ يدل‌ ‌علي‌ صحة قول‌ ‌من‌ يقول‌ تجوز شهادة أهل‌ الذمة ‌في‌ بعض‌ المواضع‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 103]

ثُم‌َّ بَعَثنا مِن‌ بَعدِهِم‌ مُوسي‌ بِآياتِنا إِلي‌ فِرعَون‌َ وَ مَلائِه‌ِ فَظَلَمُوا بِها فَانظُر كَيف‌َ كان‌َ عاقِبَةُ المُفسِدِين‌َ (103)

آية أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ انه‌ ‌بعد‌ إرسال‌ ‌من‌ ذكر قصته‌ ‌من‌ الأنبياء، و كفر قومهم‌، و انزال‌ عذابه‌ بهم‌. فالهاء و الميم‌ يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ كناية ‌عن‌ الأنبياء ‌الّذين‌ جري‌ ذكرهم‌، و يحتمل‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ كناية ‌عن‌ الأمم‌ ‌الّتي‌-‌ ‌قد‌ تقدم‌ ذكرهم‌ و إهلاكهم‌-‌ بعث‌ اليهم‌ موسي‌ و أرسله‌ اليهم‌. و البعث‌ الإرسال‌ و ‌هو‌ ‌في‌ الأصل‌ النقل‌ باعتماد يوجب‌ الاسراع‌ ‌الي‌ الشي‌ء، فمنه‌ ‌قوله‌ «أَنظِرنِي‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست