responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 39

و ‌قوله‌ «وَ لكِن‌َّ الَّذِين‌َ كَفَرُوا يَفتَرُون‌َ عَلَي‌ اللّه‌ِ الكَذِب‌َ» إخبار ‌منه‌ ‌تعالي‌ بأن‌ هؤلاء ‌الّذين‌ كفروا يكذبون‌ ‌علي‌ اللّه‌ بادعائهم‌ ‌أن‌ ‌هذه‌ الأشياء ‌من‌ فعل‌ اللّه‌ ‌أو‌ بأمره‌. و ‌قوله‌ «وَ أَكثَرُهُم‌ لا يَعقِلُون‌َ» خص‌ الأكثر بأنهم‌ ‌لا‌ يعقلون‌ لأنهم‌ أتباع‌، فهم‌ ‌لا‌ يعقلون‌ ‌أن‌ ‌ذلک‌ كذب‌ و افتراء ‌کما‌ يفعله‌ الرؤساء‌-‌ ‌في‌ قول‌ قتادة و الشعبي‌-‌ و ‌قال‌ ابو علي‌ «أَكثَرُهُم‌ لا يَعقِلُون‌َ» ‌ما أحل‌ ‌لهم‌ و ‌ما حرم‌ ‌عليهم‌، يعني‌ ‌أن‌ المعاند ‌هو‌ الأقل‌ منهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 104]

وَ إِذا قِيل‌َ لَهُم‌ تَعالَوا إِلي‌ ما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ وَ إِلَي‌ الرَّسُول‌ِ قالُوا حَسبُنا ما وَجَدنا عَلَيه‌ِ آباءَنا أَ وَ لَو كان‌َ آباؤُهُم‌ لا يَعلَمُون‌َ شَيئاً وَ لا يَهتَدُون‌َ (104)

آية بلا خلاف‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ الكفار ‌الّذين‌ أخبر عنهم‌ أنهم‌ ‌لا‌ يعقلون‌، و ‌الّذين‌ جعلوا البحيرة، و السائبة، و الوصيلة، و الحام‌، و «الَّذِين‌َ كَفَرُوا يَفتَرُون‌َ عَلَي‌ اللّه‌ِ الكَذِب‌َ» ‌من‌ كفار قريش‌ و غيرهم‌ ‌من‌ العرب‌ بأنه‌ «إِذا قِيل‌َ لَهُم‌ تَعالَوا» ‌ أي ‌ هلموا «إِلي‌ ما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ» ‌من‌ القرآن‌ و اتباع‌ ‌ما ‌فيه‌، و الإقرار بصحته‌ «و ‌الي‌ الرسول‌» و تصديقه‌، و الاقتداء ‌به‌ و بأفعاله‌ «قالوا» ‌في‌ الجواب‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌ «حسبنا» ‌ أي ‌ كفانا «ما وَجَدنا عَلَيه‌ِ آباءَنا» يعني‌ مذاهب‌ آبائنا. ‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ منكراً ‌عليهم‌ ‌فقال‌ «أَ وَ لَو كان‌َ آباؤُهُم‌ لا يَعلَمُون‌َ شَيئاً وَ لا يَهتَدُون‌َ» ‌ أي ‌ إنهم‌ يتبعون‌ آباءهم‌ ‌في‌ ‌ما كانوا ‌عليه‌ ‌من‌ الشرك‌ و عبادة الأوثان‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ آباؤهم‌ ‌لا‌ يعلمون‌ شيئاً ‌من‌ الدين‌ و ‌لا‌ يهتدون‌ اليه‌. و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ (‌لا‌ يهتدون‌) قولان‌ أحدهما‌-‌ الذم‌ بأنهم‌ ضلال‌. و الثاني‌-‌ أنهم‌ ‌لا‌ يهتدون‌ ‌الي‌ طريق‌ العلم‌ بمنزلة العمي‌ ‌عن‌ الطريق‌.

و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ فساد التقليد، لأن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ أنكر ‌عليهم‌ تقليد الآباء فدل‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست