responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 383

لأنهم‌ ‌ان‌ قالوا ‌لا‌، نقضوا مذهبهم‌، و ‌إن‌ قالوا: نعم‌، افتضحوا ‌في‌ قولهم‌ و ‌قال‌ الزجاج‌: معني‌ «أَ تَقُولُون‌َ عَلَي‌ اللّه‌ِ» أ تكذبون‌ ‌عليه‌!؟ و ‌في‌ ‌الآية‌ حجة ‌علي‌ أصحاب‌ المعارف‌، و أهل‌ التقليد، لأنه‌ ذم‌ الفريقين‌، و ‌لو‌ ‌کان‌ الأمر ‌علي‌ ‌ما يقولون‌ ‌لما‌ توجه‌ عليهما الذم‌؟؟.

فإن‌ ‌قيل‌: إنما أنكر اللّه‌ قولهم‌: ‌إن‌ اللّه‌ أمرنا بها، و ‌لا‌ يدفع‌ ‌ذلک‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ مريداً لها، لأن‌ الأمر منفصل‌ ‌من‌ الارادة.

قلنا: الأمر ‌لا‌ ‌يکون‌ أمراً ‌إلا‌ بارادة المأمور ‌به‌، فما أراده‌ فقد رغب‌ ‌فيه‌ و دعا اليه‌ فاشتركا ‌في‌ المعني‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): الآيات‌ 29 ‌الي‌ 30]

قُل‌ أَمَرَ رَبِّي‌ بِالقِسطِ وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم‌ عِندَ كُل‌ِّ مَسجِدٍ وَ ادعُوه‌ُ مُخلِصِين‌َ لَه‌ُ الدِّين‌َ كَما بَدَأَكُم‌ تَعُودُون‌َ (29) فَرِيقاً هَدي‌ وَ فَرِيقاً حَق‌َّ عَلَيهِم‌ُ الضَّلالَةُ إِنَّهُم‌ُ اتَّخَذُوا الشَّياطِين‌َ أَولِياءَ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ وَ يَحسَبُون‌َ أَنَّهُم‌ مُهتَدُون‌َ (30)

آيتان‌، تمام‌ الأولي‌ ‌في‌ الكوفي‌ «تعودون‌» و ‌في‌ البصري‌ تمام‌ الأولي‌ «مُخلِصِين‌َ لَه‌ُ الدِّين‌َ» و تمام‌ الأخري‌ عند الجميع‌ «مهتدون‌».

‌لما‌ أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ هؤلاء الكفار أنهم‌ قالوا: ‌إن‌ اللّه‌ أمرنا ‌بما‌ نفعله‌ و نعتقده‌ ‌من‌ الفواحش‌، و ردَّ ‌عليهم‌ بقوله‌ «إِن‌َّ اللّه‌َ لا يَأمُرُ بِالفَحشاءِ» أمر نبيه‌ (ص‌) ‌أن‌ يقول‌ «‌ان‌ ‌الله‌ يأمر بالقسط» و ‌هو‌ العدل‌-‌ ‌في‌ قول‌ مجاهد و السدي‌ و أكثر المفسرين‌-‌ و أصله‌ العدول‌، فإذا ‌کان‌ ‌الي‌ جهة الحق‌، فهو عدل‌. و ‌منه‌ ‌قوله‌ «إِن‌َّ اللّه‌َ يُحِب‌ُّ المُقسِطِين‌َ»[1]. و ‌إذا‌ ‌کان‌ ‌الي‌ جهة الباطل‌،


[1] ‌سورة‌ 5 المائدة آية 45 و ‌سورة‌ 49 الحجرات‌ آية 9 و ‌سورة‌ 60 الممتحنة آية 8.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست