responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 361

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): الآيات‌ 14 ‌الي‌ 15]

قال‌َ أَنظِرنِي‌ إِلي‌ يَوم‌ِ يُبعَثُون‌َ (14) قال‌َ إِنَّك‌َ مِن‌َ المُنظَرِين‌َ (15)

آيتان‌.

‌في‌ ‌الآية‌ الأولي‌ حكاية ‌عن‌ إبليس‌ ‌أنه‌ سأل‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أن‌ ينظره‌. و الانظار الامهال‌ ‌الي‌ مدة ‌فيها‌ النظر ‌في‌ الأمر طال‌ أم‌ قصر. و الانظار و الامهال‌ و التأخير و التأجيل‌ نظائر ‌في‌ اللغة، و بينها فرق‌. و ضد الامهال‌ الاعجال‌. و أصل‌ الانظار المقابلة، و ‌هي‌ المناظرة. و (الجبلان‌ يتناظران‌) ‌ أي ‌ يتقابلان‌، و نظر اليه‌ بعينه‌ أي‌ قابله‌ لينظر ‌له‌ و نظر اليه‌ بيده‌، ليظهر ‌له‌ حاله‌ ‌في‌ اللين‌ و الخشونة ‌أو‌ الحرارة و البرودة.

و ‌قوله‌ «إِلي‌ يَوم‌ِ يُبعَثُون‌َ» مدة للانظار ‌ألذي‌ طلبه‌. و البعث‌ الإطلاق‌ ‌في‌ الامر، و الانبعاث‌ الانطلاق‌. و البعث‌ و الحشر و النشر و الجمع‌ نظائر.

و يجوز ‌في‌ «يَوم‌ِ يُبعَثُون‌َ» ثلاثة أوجه‌ ‌من‌ العربية: بالجر و ترك‌ التنوين‌ ‌علي‌ الاضافة، و الجر ‌مع‌ التنوين‌ ‌علي‌ الصفة. و الفتح‌ و ترك‌ التنوين‌ ‌علي‌ البناء.

و ليس‌ بالوجه‌، لأن‌ الفعل‌ معرب‌.

و الوجه‌ ‌في‌ مسألة إبليس‌ الانظار‌-‌ ‌مع‌ علمه‌ ‌أنه‌ مطرود ملعون‌ مسخوط ‌عليه‌-‌ علمه‌ بأن‌ اللّه‌ يظاهر ‌الي‌ عباده‌ بالإحسان‌، و يعمهم‌ بفضله‌ و إنعامه‌، فلم‌ يصرف‌ ارتكابه‌ المعصية و إصراره‌ ‌علي‌ الخطيئة ‌عن‌ المسألة طامعاً ‌في‌ الاجابة، و ‌عن‌ انس‌ ‌من‌ بلوغ‌ المحبة.

و ‌قيل‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «قال‌َ إِنَّك‌َ مِن‌َ المُنظَرِين‌َ» هل‌ ‌فيه‌ إجابة ‌الي‌ ‌ما التمسه‌ أم‌ ‌لا‌!

‌فقال‌ السدي‌ و غيره‌: إنه‌ ‌لم‌ يجبه‌ «إِلي‌ يَوم‌ِ يُبعَثُون‌َ» لأنه‌ يوم القيامة، و ‌هو‌ يوم بعث‌ ‌لا‌ يوم موت‌، و لكن‌ انظر ‌الي‌ يوم الوقت‌ المعلوم‌، ‌کما‌ ذكره‌ ‌في‌ ‌سورة‌ اخري‌[1]. و يقوي‌ ‌ذلک‌ ‌قوله‌ «إِنَّك‌َ مِن‌َ المُنظَرِين‌َ» و ليس‌ لأحد


[1] ‌سورة‌ 38 ص‌ آية 79‌-‌ 81.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست