الفاء في قوله «فَلَنَسئَلَنَّ الَّذِينَ» عطف جملة علي جملة، و قد يکون لهذا، و قد يکون لعطف مفرد علي مفرد، و قد يکون للجواب. و انما دخلت الفاء و هي موجبة للتعقيب مع تراخي ما بين الاول و الثاني، و ذلک يليق ب (ثم) لتقريب ما بينهما، کما قال «اقتَرَبَتِ السّاعَةُ»[4] و قال «وَ ما أَمرُ السّاعَةِ إِلّا كَلَمحِ البَصَرِ أَو هُوَ أَقرَبُ»[5] و قال «أَ وَ لَم يَرَ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ»[6] و بينهما بعد.
و النون في قوله «فلنسألن» نون التأكيد يتلقي بها القسم، و انما بني
[2] اللسان (دعا)، و روايته «قالت» بدل (ولت) و في رواية أخري (ولت و دعواها شديد صخبه). [3] ديوانه 2/ 245 و اللسان (مذل) و تفسير الطبري 12/ 304 و نهاية الارب 2/ 125. و كانوا يدَّعون ان الإنسان إذا خدرت رجله و دعا باسم من يحب زال الخدر [4] سورة 54 القمر آية 1 [5] سورة 16 النحل آية 77 [6] سورة 36 يس آية 77.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 4 صفحة : 347