responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 346

و ‌قوله‌ «أَو هُم‌ قائِلُون‌َ» ‌قال‌ الفراء: واو الحال‌ مقدرة ‌فيه‌، و تقديره‌ ‌أو‌ «و ‌هم‌ قائلون‌» و انما حذفت‌ استخفافا. و ‌قال‌ الزجاج‌ و جميع‌ البصريين‌ ‌لا‌ يحتاج‌ ‌الي‌ ‌ذلک‌، لأنه‌ يستغني‌ برجوع‌ الذكر ‌عن‌ الواو، ‌کما‌ يقال‌: جاءني‌ زيد راجلا ‌او‌ ‌هو‌ فارس‌، ‌او‌ جاءني‌ زيد ‌هو‌ فارس‌ ‌لم‌ يحتج‌ ‌الي‌ واو، لان‌ الذكر ‌قد‌ عاد ‌علي‌ الاول‌.

فمعني‌ ‌الآية‌ ‌ان‌ اللّه‌ أهلك‌ اهل‌ قريات‌ كثيرة بتمردهم‌ ‌في‌ المعاصي‌، و حذر ‌من‌ ‌ان‌ يعمل‌ مثل‌ عملهم‌ فينزل‌ بالعامل‌ مثل‌ ‌ما نزل‌ بهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعراف‌ (7): آية 5]

فَما كان‌َ دَعواهُم‌ إِذ جاءَهُم‌ بَأسُنا إِلاّ أَن‌ قالُوا إِنّا كُنّا ظالِمِين‌َ (5)

آية بلا خلاف‌.

اخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ ‌لم‌ يكن‌ دعاء هؤلاء ‌الّذين‌ أهلكهم‌ عقوبة ‌علي‌ معاصيهم‌ و كفرهم‌ ‌في‌ الوقت‌ ‌ألذي‌ جاءهم‌ بأس‌ اللّه‌، و ‌هو‌ شدة عذابه‌، و ‌منه‌ البؤس‌ شدة الكفر. و البئس‌ الشجاع‌ لشدة بأسه‌، و بئس‌ ‌من‌ شدة الفساد ‌ألذي‌ يوجب‌ الذم‌. «إِلّا أَن‌ قالُوا إِنّا كُنّا ظالِمِين‌َ» يعني‌ اعترافهم‌ بذلك‌ ‌علي‌ نفوسهم‌ و إقرارهم‌ ‌به‌، و ‌کان‌ ‌هذا‌ القول‌ منهم‌ عند معاينة البأس‌ و اليقين‌ بأنه‌ نازل‌ بهم‌، و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ قالوه‌ حين‌ لابسهم‌ طرف‌ ‌منه‌، ‌لم‌ يهلكوا ‌منه‌، و (دعواهم‌) خبر ‌کان‌ و اسمها «‌ان‌ قالوا» و ‌هو‌ بمعني‌ قولهم‌، و هما معرفتان‌ يجوز ‌ان‌ يجعل‌ ‌کل‌ واحد منهما اسما و الآخر خبرا، ‌کما‌ ‌قال‌ «ما كان‌َ حُجَّتَهُم‌ إِلّا أَن‌ قالُوا»[1] بالرفع‌، و النصب‌، و انما قدم‌ الخبر ‌علي‌ الاسم‌، لان‌ الثاني‌ وقع‌ موقع‌ الإيجاب‌، و الاول‌ موقع‌ النفي‌، و النفي‌ أحق‌ بالخبر.

و الدعوي‌، و الدعاء واحد. و فرق‌ قوم‌ بينهما بأن‌ ‌في‌ الدعوي‌ اشتراكا


[1] ‌سورة‌ 45 الجاثية آية 24
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست