أسكن الياء من «محياي» أهل المدينة. قال ابو علي الفارسي: اسكان الياء من (محياي) شاذ خارج عن القياس و الاستعمال، فشذوذه عن القياس ان فيه التقاء الساكنين، و لا يلتقيان علي هذا الحد، و شذوذه عن الاستعمال انك لا تجده في نظم و لا نثر الا شاذا. و وجهه ما حكي بعض البغداديين انه سمع او حكي له: التقت حلقتا البطان بإسكان الالف مع سكون لام المعرفة، و حكي غيره: له ثلثا المال و ليس هذا مثل قوله «حَتّي إِذَا ادّارَكُوا فِيها»[1] لان هذا في المنفصل مثل دأبه في المتصل. و مثل ما أجاز يونس من قوله:
اضربان زيدا، و سيبويه ينكر هذا من قول يونس. قال الرماني: و لو وصله علي نية الوقف جاز.
أمره ان يقول لهؤلاء الكفار «إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي» و قد فسرنا معني الصلاة فيما مضي.
و قيل في معني و «نسكي» ثلاثة أقوال:
أحدها- قال سعيد بن جبير و مجاهد و قتادة و السدي و الضحاك: ذبيحتي في الحج و العمرة. و قال الحسن (نسكي) ديني. و قال الزجاج و الجبائي «نسكي» عبادتي. قال الزجاج: و الأغلب عليه امر الذبح ألذي يتقرب به الي اللّه. و يقولون: فلان ناسك بمعني عابد. و انما ضم الصلاة الي اصل الواجبات من التوحيد و العدل لان فيها التعظيم للّه عند التكبير، و فيها تلاوة القرآن الّتي تدعو الي کل برَّ، و قرر فيها الركوع و السجود و هما خضوع للّه، و فيها التسبيح و هو تنزيه للّه.