responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 335

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 163]

لا شَرِيك‌َ لَه‌ُ وَ بِذلِك‌َ أُمِرت‌ُ وَ أَنَا أَوَّل‌ُ المُسلِمِين‌َ (163)

آية.

أسكن‌ الياء ‌من‌ «محياي‌» أهل‌ المدينة. ‌قال‌ ابو علي‌ الفارسي‌: اسكان‌ الياء ‌من‌ (محياي‌) شاذ خارج‌ ‌عن‌ القياس‌ و الاستعمال‌، فشذوذه‌ ‌عن‌ القياس‌ ‌ان‌ ‌فيه‌ التقاء الساكنين‌، و ‌لا‌ يلتقيان‌ ‌علي‌ ‌هذا‌ الحد، و شذوذه‌ ‌عن‌ الاستعمال‌ انك‌ ‌لا‌ تجده‌ ‌في‌ نظم‌ و ‌لا‌ نثر الا شاذا. و وجهه‌ ‌ما حكي‌ بعض‌ البغداديين‌ انه‌ سمع‌ ‌او‌ حكي‌ ‌له‌: التقت‌ حلقتا البطان‌ بإسكان‌ الالف‌ ‌مع‌ سكون‌ لام‌ المعرفة، و حكي‌ غيره‌: ‌له‌ ثلثا المال‌ و ليس‌ ‌هذا‌ مثل‌ ‌قوله‌ «حَتّي‌ إِذَا ادّارَكُوا فِيها»[1] لان‌ ‌هذا‌ ‌في‌ المنفصل‌ مثل‌ دأبه‌ ‌في‌ المتصل‌. و مثل‌ ‌ما أجاز يونس‌ ‌من‌ ‌قوله‌:

اضربان‌ زيدا، و سيبويه‌ ينكر ‌هذا‌ ‌من‌ قول‌ يونس‌. ‌قال‌ الرماني‌: و ‌لو‌ وصله‌ ‌علي‌ نية الوقف‌ جاز.

أمره‌ ‌ان‌ يقول‌ لهؤلاء الكفار «إِن‌َّ صَلاتِي‌ وَ نُسُكِي‌» و ‌قد‌ فسرنا معني‌ الصلاة فيما مضي‌.

و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ و «نسكي‌» ثلاثة أقوال‌:

أحدها‌-‌ ‌قال‌ سعيد ‌بن‌ جبير و مجاهد و قتادة و السدي‌ و الضحاك‌: ذبيحتي‌ ‌في‌ الحج‌ و العمرة. و ‌قال‌ الحسن‌ (نسكي‌) ديني‌. و ‌قال‌ الزجاج‌ و الجبائي‌ «نسكي‌» عبادتي‌. ‌قال‌ الزجاج‌: و الأغلب‌ ‌عليه‌ امر الذبح‌ ‌ألذي‌ يتقرب‌ ‌به‌ ‌الي‌ اللّه‌. و يقولون‌: فلان‌ ناسك‌ بمعني‌ عابد. و انما ضم‌ الصلاة ‌الي‌ اصل‌ الواجبات‌ ‌من‌ التوحيد و العدل‌ لان‌ ‌فيها‌ التعظيم‌ للّه‌ عند التكبير، و ‌فيها‌ تلاوة القرآن‌ ‌الّتي‌ تدعو ‌الي‌ ‌کل‌ برَّ، و قرر ‌فيها‌ الركوع‌ و السجود و هما خضوع‌ للّه‌، و ‌فيها‌ التسبيح‌ و ‌هو‌ تنزيه‌ للّه‌.


[1] ‌سورة‌ 7 الاعراف‌ آية 37.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست