responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 262

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 124]

وَ إِذا جاءَتهُم‌ آيَةٌ قالُوا لَن‌ نُؤمِن‌َ حَتّي‌ نُؤتي‌ مِثل‌َ ما أُوتِي‌َ رُسُل‌ُ اللّه‌ِ اللّه‌ُ أَعلَم‌ُ حَيث‌ُ يَجعَل‌ُ رِسالَتَه‌ُ سَيُصِيب‌ُ الَّذِين‌َ أَجرَمُوا صَغارٌ عِندَ اللّه‌ِ وَ عَذاب‌ٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمكُرُون‌َ (124)

قرأ ‌إبن‌ كثير و حفص‌ رسالته‌ ‌علي‌ التوحيد و نصب‌ التاء. الباقون‌ ‌علي‌ الجمع‌. و ‌من‌ وحد، فلأن‌ الرسالة تدل‌ ‌علي‌ القلة و الكثرة لكونها مصدرا.

و ‌من‌ جمع‌، فلما تكرر ‌من‌ رسل‌ اللّه‌ و تحميله‌ إياهم‌ رسالة ‌بعد‌ أخري‌ فاتي‌ بلفظ الجمع‌.

أخبر اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ هؤلاء الكفار ‌أنه‌ ‌إذا‌ جاءتهم‌ آية و دلالة ‌من‌ عند اللّه‌ تدل‌ ‌علي‌ توحيد اللّه‌ و صدق‌ أنبيائه‌ و رسله‌ «قالُوا لَن‌ نُؤمِن‌َ» اي‌ ‌لا‌ نصدق‌ بها «حَتّي‌ نُؤتي‌» ‌ أي ‌ نعطي‌ آية مثل‌ ‌ما أعطي‌ رسل‌ اللّه‌ حسدا منهم‌ للأنبياء (‌عليهم‌ ‌السلام‌). ‌ثم‌ أخبر ‌تعالي‌ ‌علي‌ وجه‌ الإنكار ‌عليهم‌ بأنه‌ ‌تعالي‌ أعلم‌ منهم‌ و ‌من‌ جميع‌ الخلق‌ حيث‌ يجعل‌ رسالاته‌، لان‌ الرسالة تابعة للمصلحة، و ‌لا‌ يبعث‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ الا ‌من‌ يعلم‌ ‌ان‌ مصلحة الخلق‌ تتعلق‌ ببعثه‌ دون‌ ‌من‌ ‌لا‌ يتعلق‌ ‌ذلک‌ ‌به‌.

و ‌من‌ يعلم‌ انه‌ يقوم‌ بأعباء الرسالة دون‌ ‌من‌ ‌لا‌ يقوم‌ بها. و توعدهم‌ ‌فقال‌: «سَيُصِيب‌ُ الَّذِين‌َ أَجرَمُوا» ‌ أي ‌ سينال‌ ‌الّذين‌ انقطعوا ‌الي‌ القبيح‌ و أقدموا ‌عليه‌ «صَغارٌ عِندَ اللّه‌ِ» و الصغار الذل‌ ‌ألذي‌ يصغر ‌الي‌ الإنسان‌ نفسه‌ يقال‌:

صغر يصغر صغارا و صغرا، و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ الصغار عند اللّه‌ ثلاثة اقوال‌:

أولها‌-‌ صغار ‌ أي ‌ ذلة ‌من‌ عند اللّه‌، و ‌لا‌ يجوز ‌علي‌ ‌هذا‌ ‌أن‌ يقال‌: زيد عند عمر بمعني‌ ‌من‌ عنده‌، لان‌ حذف‌ (‌من‌) تلبيس‌-‌ هاهنا‌-‌.

الثاني‌-‌ ‌قال‌ الفراء اكتسب‌ ‌من‌ ترك‌ اتباع‌ الحق‌ صغارا عند اللّه‌.

الثالث‌-‌ ‌قال‌ الزجاج‌ يعني‌ صغار ‌في‌ الآخرة، و ‌هو‌ أقواها، لقوله‌ «وَ عَذاب‌ٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمكُرُون‌َ» ‌في‌ دار الدنيا، و «عِندَ اللّه‌ِ» يتعلق‌ بقوله‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست