responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 247

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 115]

وَ تَمَّت‌ كَلِمَةُ رَبِّك‌َ صِدقاً وَ عَدلاً لا مُبَدِّل‌َ لِكَلِماتِه‌ِ وَ هُوَ السَّمِيع‌ُ العَلِيم‌ُ (115)

آية بلا خلاف‌.

قرأ أهل‌ الكوفة و يعقوب‌ «كلمة» ‌علي‌ التوحيد. الباقون‌ «كلمات‌» جمع‌ كلمة، و الكلمة و الكلمات‌ ‌ما ذكره‌ اللّه‌ ‌من‌ وعده‌ و وعيده‌ و ثوابه‌ و عقابه‌، ‌فلا‌ تبديل‌ ‌فيه‌، و ‌لا‌ تغيير ‌له‌ ‌کما‌ ‌قال‌ «ما يُبَدَّل‌ُ القَول‌ُ لَدَي‌َّ»[3]، و ‌قال‌ «لا تَبدِيل‌َ لِكَلِمات‌ِ اللّه‌ِ»[4] و ‌کان‌ التقدير، و تمت‌ ذوات‌ الكلمات‌، و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ يعني‌ بالكلمات‌ الشرائع‌ هاهنا ‌کما‌ عني‌ بقوله‌ «وَ إِذِ ابتَلي‌ إِبراهِيم‌َ رَبُّه‌ُ بِكَلِمات‌ٍ فَأَتَمَّهُن‌َّ»[5] و ‌قوله‌ «وَ صَدَّقَت‌ بِكَلِمات‌ِ رَبِّها»[6] لأنه‌ ‌قال‌ ‌لا‌ مبدل‌ لكلماته‌.

و الشرائع‌ يدخلها النسخ‌. و ‌قوله‌ «صدقا و عدلا» مصدران‌ ينتصبان‌ ‌في‌ موضع‌ الحال‌ ‌من‌ الكلمة و تقديره‌ صادقة عادلة، و ‌قال‌ قوم‌: هما نصبا ‌علي‌ التمييز. فمن‌ قرأ (كلمات‌) فلانه‌ ‌لما‌ ‌کان‌ جمعا ‌في‌ المعني‌ جمعه‌. و ‌من‌ أفرد فلأن‌ الكلمة ‌قد‌ ‌يعني‌ بها الكثرة، ‌کما‌ قالوا: ‌قال‌ زهير ‌في‌ كلمته‌، يعني‌ ‌في‌ قصيدته‌ و ‌قال‌ قس‌ ‌في‌ كلمته‌، يعني‌ خطبته‌، فالمفرد يفع‌ ‌علي‌ الكثرة فأغني‌ ‌عن‌ الجمع‌ و مثله‌ «وَ تَمَّت‌ كَلِمَت‌ُ رَبِّك‌َ الحُسني‌ عَلي‌ بَنِي‌ إِسرائِيل‌َ»[7]. و ‌قيل‌ انه‌ أراد ‌به‌ بقوله‌ «وَ نُرِيدُ أَن‌ نَمُن‌َّ عَلَي‌ الَّذِين‌َ استُضعِفُوا»[8] ‌الي‌ آخر ‌الآية‌ فسمي‌ ‌هذا‌ القصص‌ كلمة.

و ‌قال‌ مجاهد ‌في‌ ‌قوله‌ «كَلِمَةَ التَّقوي‌»[9] قول‌ ‌لا‌ إله‌ الا اللّه‌. و معني‌


[3] ‌سورة‌ 50 ق‌ آية 29
[4] ‌سورة‌ 10 يونس‌ آية 64
[5] ‌سورة‌ 2 البقرة آية 124
[6] ‌سورة‌ 66 التحريم‌ آية 12
[7] ‌سورة‌ 7 الاعراف‌ آية 136
[8] ‌سورة‌ 28 القصص‌ آية 5
[9] ‌سورة‌ 48 الفتح‌ آية 26
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست