اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 4 صفحة : 227
و نعني بالبصيرة الحجة البينة الظاهرة. و أما الإبصار فهو الإدراك و لذلك يوصف تعالي بأنه مبصر کما يوصف بأنه مدرك و يسمي بأنه بصير، لأنه يجب أن يدرك المبصرات إذا وجدت و انما وصفت الدلالة بأنها جائية و ان کان لا يجوز أن يقال جاءت الحركة، و لا جاء السكون و لا الاعتماد، و غير ذلک من الاعراض لتفخيم شأن الدلالة حيث كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره للنفس کما يقال جاءت العافية و انصرف المرض و أقبل السعد و أدبر النحس.
و قوله «فَمَن أَبصَرَ فَلِنَفسِهِ» يعني من تبين بهذه الحجج بأن نظر فيها حتي أوجبت له العلم و تبين بها، فمنفعة ذلک تعود عليه و لنفسه بما نظر. و من عمي فلم ينظر فيها و صدف عنها حتي جهل فعلي نفسه لان عقاب تفريطه لازم له و حال به، فسمي العلم و التبيين إبصارا مجازاً، و سمي الجهل عمي توسعا.