responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 150

المسلم‌ ‌ما يجهل‌ ‌أنه‌ سوء لكان‌ كمن‌ ‌لم‌ يتعمد سوءا. و تحتمل‌ ‌الآية‌ أمرين‌:

أحدهما‌-‌ انه‌ عمله‌ و ‌هو‌ جاهل‌ بالمكروه‌ ‌فيه‌ ‌ أي ‌ ‌لم‌ يعرف‌ ‌أن‌ ‌فيه‌ مكروه‌.

و الآخر‌-‌ انه‌ أقدم‌ ‌مع‌ علمه‌ ‌ان‌ عاقبته‌ مكروهة فآثر العاجل‌، فجعل‌ جاهلا لأنه‌ آثر القليل‌ ‌علي‌ الراحة الكثيرة و العاقبة الدائمة.

و يحتمل‌ عندي‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ أراد «مَن‌ عَمِل‌َ مِنكُم‌ سُوءاً بِجَهالَةٍ» بمعني‌ ‌أنه‌ ‌لا‌ يعرفها سوءا، لكن‌ ‌لما‌ ‌کان‌ ‌له‌ طريق‌ ‌الي‌ معرفته‌ وجب‌ ‌عليه‌ التوبة ‌منه‌، فإذا تاب‌ قبل‌ اللّه‌ توبته‌.

فان‌ ‌قيل‌: ‌قوله‌ «و أصلح‌» هل‌ فعل‌ الصلاح‌ شرط ‌في‌ قبول‌ التوبة ‌أو‌ ‌لا‌!

فان‌ ‌لم‌ يكن‌ شرطا فلم‌ علق‌ الغفران‌ بمجموعهما.

‌قيل‌: ‌لا‌ خلاف‌ ‌أن‌ التوبة متي‌ حصلت‌ ‌علي‌ شرائطها ‌الّتي‌ قدمنا ذكرها ‌في‌ ‌غير‌ موضع‌، فانه‌ يقبل‌ التوبة و يسقط العقاب‌، و ‌ان‌ ‌لم‌ يعمل‌ بعدها عملا صالحا ‌غير‌ ‌أنه‌ ‌إذا‌ تاب‌ و بقي‌ ‌بعد‌ التوبة، فان‌ ‌لم‌ يعمل‌ الصالح‌ عاد ‌الي‌ الإصرار، لأنه‌ ‌لا‌ يخلو ‌في‌ ‌کل‌ حال‌ ‌من‌ واجب‌ ‌عليه‌ ‌أو‌ ندب‌ ‌من‌ تجديد معرفة اللّه‌ و معرفة نبيه‌، و ‌غير‌ ‌ذلک‌ ‌من‌ المعارف‌ و كثير ‌من‌ أفعال‌ الجوارح‌، فاما ‌ان‌ قدرنا اخترامه‌ عقيب‌ التوبة ‌من‌ ‌غير‌ فعل‌ صلاح‌، فان‌ الرحمة بإسقاط العقاب‌ تلحقه‌ بلا خلاف‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأنعام‌ (6): آية 55]

وَ كَذلِك‌َ نُفَصِّل‌ُ الآيات‌ِ وَ لِتَستَبِين‌َ سَبِيل‌ُ المُجرِمِين‌َ (55)

آية بلا خلاف‌.

قرأ اهل‌ الكوفة الا حفصا و «ليستبين‌» بالياء. الباقون‌ بالتاء. و قرأ اهل‌ المدينة «سبيل‌» بالنصب‌. الباقون‌ بالرفع‌.

‌من‌ قرأ بالتاء و رفع‌ السبيل‌، فلأن‌ السبيل‌ يذكر و يؤنث‌، فالتذكير لغة تميم‌، و التأنيث‌ لغة أهل‌ الحجاز فأنَّث‌-‌ ها هنا‌-‌ ‌کما‌ ‌قال‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 4  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست