responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 62

كانت‌ نعمة دنيوية‌-‌ ‌من‌ وجهين‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ الجبائي‌: أراد خير ‌من‌ القتل‌ ‌في‌ سبيل‌ اللّه‌، كشهداء أحد الثاني‌-‌ ‌قال‌ البلخي‌: ‌لا‌ تحسبن‌ ‌ان‌ ‌ذلک‌ خير استحقوه‌ بفعلهم‌، ‌ أي ‌ ‌لا‌ تغتروا بذلك‌ فتظنوا انه‌ لمنزلة ‌لهم‌، لأنهم‌ كانوا يقولون‌: إنه‌ ‌تعالي‌ ‌لو‌ ‌لم‌ يرد ‌ما ‌هم‌ ‌عليه‌، ‌لم‌ يمهلهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 179]

ما كان‌َ اللّه‌ُ لِيَذَرَ المُؤمِنِين‌َ عَلي‌ ما أَنتُم‌ عَلَيه‌ِ حَتّي‌ يَمِيزَ الخَبِيث‌َ مِن‌َ الطَّيِّب‌ِ وَ ما كان‌َ اللّه‌ُ لِيُطلِعَكُم‌ عَلَي‌ الغَيب‌ِ وَ لكِن‌َّ اللّه‌َ يَجتَبِي‌ مِن‌ رُسُلِه‌ِ مَن‌ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللّه‌ِ وَ رُسُلِه‌ِ وَ إِن‌ تُؤمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُم‌ أَجرٌ عَظِيم‌ٌ (179)

‌-‌ آية بلا خلاف‌-‌.

قرأ حمزة و الكسائي‌ «يميز»‌-‌ بالتشديد‌-‌ الباقون‌ بالتخفيف‌. يقال‌: مازه‌ يميزه‌، و ميزه‌ يميزه‌-‌ لغتان‌-‌.

و معني‌ ‌الآية‌ ‌لم‌ يكن‌ اللّه‌ ليدع‌ المؤمنين‌ ‌علي‌ ‌ما أنتم‌ ‌عليه‌، ‌فلا‌ يميز المؤمن‌ ‌من‌ المنافق‌، و الكافر «حَتّي‌ يَمِيزَ الخَبِيث‌َ مِن‌َ الطَّيِّب‌ِ». و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ الخبيث‌ هاهنا:

قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ مجاهد، و ‌إبن‌ إسحاق‌، و ‌إبن‌ جريح‌: ‌هو‌ المنافق‌. قالوا: ‌کما‌ ميز المؤمن‌ ‌من‌ المنافق‌ يوم أحد. بالامتحان‌ ‌علي‌ ‌ما مضي‌ شرحه‌.

الثاني‌-‌ ‌قال‌ قتادة، و السدي‌: ‌حتي‌ يميز المؤمن‌ ‌من‌ الكافر.

و سبب‌ نزول‌ ‌الآية‌ ‌ما قاله‌ السدي‌: ‌إن‌ المشركين‌ قالوا: ‌إن‌ ‌کان‌ ‌محمّد‌ صادقاً فليخبرنا ‌من‌ يؤمن‌ منا، و ‌من‌ يكفر، فأنزل‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌. و ‌قال‌ قوم‌: ‌إن‌ ‌کان‌ يعلم‌ المنافقين‌، فما حاجته‌ ‌إلي‌ اختبارهم‌! فأنزل‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ انه‌ يميزهم‌. و ‌ذلک‌ ‌يکون‌: تارة باختيارهم‌، و تارة بتعيينهم‌.

و التمييز ‌بين‌ الكافر و ‌بين‌ المؤمن‌ ‌أو‌ المنافق‌ و المؤمن‌ بالامتحان‌ و الاختبار ‌في‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست