responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 47

أعلمهم‌ احياء.

المعني‌ و الحجة:

فان‌ ‌قيل‌ ‌لم‌ ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ المعني‌ بل‌ أحياء ‌علي‌ معني‌ أنهم‌ بمنزلة الأحياء ‌کما‌ يقال‌ لمن‌ خلف‌ خلفاً صالحاً ‌أو‌ ثناء جميلا: ‌ما مات‌ فلان‌ بل‌ ‌هو‌ حي‌! قلنا:

‌لا‌ يجوز ‌ذلک‌ لأنه‌ انما جاز ‌هذا‌ بقرينة دلت‌ ‌عليه‌ ‌من‌ حصول‌ العلم‌ بأنه‌ ميت‌ فانصرف‌ الكلام‌ ‌إلي‌ ‌أنه‌ بمنزلة الحي‌، و ليس‌ كذلك‌ ‌الآية‌ لأن‌ إحياء اللّه‌ ‌لهم‌ ‌في‌ البرزخ‌ جائز مقدور و الحكمة تجيزه‌.

فان‌ ‌قيل‌ أ ليس‌ ‌في‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ أنكر الحديث‌ ‌من‌ حيث‌ ‌أن‌ الروح‌ عرض‌ ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ يتنعم‌! ‌قيل‌: ‌هذا‌ ليس‌ بصحيح‌، لأن‌ الروح‌ جسم‌ رقيق‌ هوائي‌ مأخوذ ‌من‌ الريح‌. و الدليل‌ ‌علي‌ ‌ذلک‌ ‌أن‌ الروح‌ تخرج‌ ‌من‌ البدن‌ و ترد إليه‌ و ‌هي‌ الحساسة الفعالة دون‌ البدن‌، و ليست‌ ‌من‌ الحياة ‌في‌ شي‌ء، لأن‌ ضد الحياة الموت‌ و ليس‌ كذلك‌ الروح‌-‌ ‌هذا‌ قول‌ الرماني‌ سؤاله‌ و جوابه‌. و ‌في‌ ‌الآية‌ دليل‌ ‌علي‌ ‌أن‌ الرجعة ‌الي‌ دار الدنيا جائزة لأقوام‌ مخصوصين‌، لأنه‌ ‌تعالي‌ أخبر ‌أن‌ قوماً ممن‌ قتلوا ‌في‌ سبيل‌ اللّه‌ ردهم‌ اللّه‌ أحياء ‌کما‌ كانوا، فأما الرجعة ‌الّتي‌ يذهب‌ إليها أهل‌ التناسخ‌، ففاسدة، و القول‌ بها باطل‌ ‌لما‌ بيناه‌ ‌في‌ ‌غير‌ موضع‌، و ذكرنا جملة ‌منه‌ ‌في‌ شرح‌ جمل‌ العلم‌ فمن‌ أراده‌ وقف‌ ‌عليه‌ ‌من‌ هناك‌ ‌ان‌ شاء اللّه‌. و ‌قال‌ أكثر المفسرين‌ ‌الآية‌ مختصة بقتلي‌ أحد.

و ‌قال‌ ‌أبو‌ جعفر (ع‌) ، و كثير ‌من‌ المفسرين‌: انها تتناول‌ قتلي‌ بدر و أحد معا

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 170]

فَرِحِين‌َ بِما آتاهُم‌ُ اللّه‌ُ مِن‌ فَضلِه‌ِ وَ يَستَبشِرُون‌َ بِالَّذِين‌َ لَم‌ يَلحَقُوا بِهِم‌ مِن‌ خَلفِهِم‌ أَلاّ خَوف‌ٌ عَلَيهِم‌ وَ لا هُم‌ يَحزَنُون‌َ (170)

‌-‌ آية‌-‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست