responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 462

وعدهم‌ ‌أو‌ ‌لهم‌ مغفرة و أجر عظيم‌ ‌هو‌ الجنة. و ‌هو‌ معني‌ قول‌ الحسن‌ و الجبائي‌ و الوعد، ‌هو‌ الخبر ‌ألذي‌ يتضمن‌ النفع‌ ‌من‌ المخبر. و الوعيد: ‌هو‌ الخبر ‌ألذي‌ يتضمن‌ الضرر ‌من‌ المخبر. و تقول‌: وعدته‌ خيراً و أوعدته‌ شراً و الا يعاد مطلقاً ‌يکون‌ ‌في‌ الشر.

و الوعد مطلقاً ‌في‌ الخير، فإذا قيدته‌ بذكر الخير ‌او‌ الشر، قلت‌ فيهما معاً وعدته‌ و أوعدته‌ معاً فيما حكاه‌ الزجاج‌. و المغفرة أصلها التغطية و معناها تكفير السيئة.

و التكفير ايضاً: التغطية و ‌منه‌ تكفر ‌في‌ السلاح‌: ‌إذا‌ تغطي‌ ‌به‌ ‌قال‌ لبيد:

‌في‌ ليلة كفر النجوم‌ غمامها

و الأجر المذكور ‌في‌ ‌الآية‌ ‌هو‌ الثواب‌ ‌ألذي‌ وعد اللّه‌ المؤمنين‌ ‌به‌ ‌علي‌ فعلهم‌ الطاعات‌. و الفرق‌ ‌بين‌ الثواب‌ و الأجر ‌في‌ العرف‌ ‌أن‌ الثواب‌ ‌هو‌ الجزاء ‌علي‌ الطاعات‌.

و الأجر ‌قد‌ ‌يکون‌ مثل‌ ‌ذلک‌ و ‌قد‌ ‌يکون‌ ‌في‌ المعني‌ المعاوضة ‌علي‌ المنافع‌ بمعني‌ الأجر.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 10]

وَ الَّذِين‌َ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِك‌َ أَصحاب‌ُ الجَحِيم‌ِ (10)

‌-‌ آية‌-‌.

‌قوله‌: «وَ الَّذِين‌َ كَفَرُوا» معناه‌ جحدوا توحيد اللّه‌، و صفاته‌ و عدله‌، و أنكروا نبوة نبيه‌، و الاعتراف‌ ‌بما‌ جاء ‌به‌ ‌من‌ عند اللّه‌، و كذبوا بآيات‌ اللّه‌ أخبر اللّه‌ عنهم‌ أنهم‌ اصحاب‌ الجحيم‌. و جحيم‌ اسم‌ ‌من‌ اسماء جهنم‌، فعلي‌ ‌هذا‌ ‌قوله‌، «و ‌الّذين‌» ‌في‌ موضع‌ رفع‌ ‌علي‌ الابتداء «و كفروا» ‌في‌ صلة ‌الّذين‌ و كذبوا بآياتنا عطف‌ ‌علي‌ ‌ما ‌في‌ الصلة. و ‌قوله‌: أولئك‌ اصحاب‌ الجحيم‌ جملة ‌في‌ موضع‌ خبر ‌الّذين‌.

و حد الكفر عندنا ‌کل‌ معصية يستحق‌ بها عقاب‌ دائم‌، لان‌ ‌ما ليس‌ بكفر ‌من‌ المعاصي‌ ‌لا‌ يستحق‌ ‌عليه‌ ‌إلا‌ عقاب‌ منقطع‌، ‌ثم‌ ينقسم‌ قسمين‌ فان‌ ‌کان‌ كفر ردة، تعلقت‌ ‌عليه‌ أحكام‌ ‌من‌ منع‌ الموارثة ‌من‌ المسلم‌ و الصلاة ‌عليه‌، و الدفن‌ ‌في‌ مقابر المسلمين‌، و ‌غير‌ ‌ذلک‌. و ‌ان‌ ‌کان‌ كافر ملة بأن‌ ‌يکون‌ مظهراً للشهادتين‌ ‌لم‌ يجر ‌عليه‌ شي‌ء ‌من‌ ‌هذه‌ الأحكام‌. و ‌قال‌ قوم‌: ‌إن‌ الكفر أعظم‌ الأجرام‌، لأنه‌ جحد أنعم‌ اللّه‌،

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست