responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 461

النون‌ الاولي‌ و جزمها. و ‌قد‌ بينا اختلاف‌ القراء ‌فيه‌. ‌قال‌ الزجاج‌: ‌من‌ حرك‌ النون‌ أراد بغض‌ قوم‌. و ‌من‌ سكن‌ أراد بغيض‌ قوم‌. و حكي‌ ايضاً جرم‌ و أجرم‌ لغتين‌ و ‌قيل‌ أجرمته‌ أدخلته‌ ‌في‌ الجرم‌ ‌کما‌ ‌قيل‌ آثمته‌ و معناه‌ أدخلته‌ ‌في‌ الإثم‌ و المعني‌ ‌لا‌ يحملنكم‌ شنآن‌ قوم‌ اي‌ بغض‌ قوم‌ ألا تعدلوا ‌في‌ حكمكم‌ فيهم‌، و سيرتكم‌ بينهم‌، فتجوروا ‌عليهم‌. و

‌قال‌ ‌عبد‌ اللّه‌ ‌بن‌ كثير: نزلت‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌في‌ يهود حين‌ مضي‌ النبي‌ (ص‌) ‌إلي‌ حصن‌ بني‌ قريظة يستعينهم‌ ‌في‌ دية فهموا ‌أن‌ يقتلوه‌، فنزلت‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌، ‌ثم‌ أمرهم‌ ‌بعد‌ النهي‌ ‌عن‌ الجور ‌أن‌ يفعلوا العدل‌ ‌مع‌ ‌کل‌ أحد ولياً ‌کان‌ ‌أو‌ عدواً

، فان‌ فعل‌ العدل‌ أقرب‌ لكم‌ أيها المؤمنون‌ ‌إلي‌ التقوي‌، ‌ثم‌ حذرهم‌ ‌تعالي‌ ‌فقال‌: «وَ اتَّقُوا اللّه‌َ» ‌ أي ‌ خافوا عقابه‌ باجتناب‌ معاصيه‌ و فعل‌ طاعاته‌، فان‌ اللّه‌ خبير ‌ أي ‌ عالم‌ بأعمالكم‌ و الكناية ‌في‌ ‌قوله‌: «هُوَ أَقرَب‌ُ لِلتَّقوي‌» كناية ‌عن‌ العدل‌ ‌ أي ‌ العدل‌ أقرب‌ للتقوي‌، و ‌لو‌ ‌لم‌ يكن‌ ‌هو‌ ‌في‌ الكلام‌، لكان‌ أقرب‌ نصباً، ‌کما‌ ‌قال‌: انتهوا خيراً لكم‌ و كني‌ ‌عن‌ الفعل‌ ‌في‌ ‌هذا‌ الموضع‌ بهو.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 9]

وَعَدَ اللّه‌ُ الَّذِين‌َ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحات‌ِ لَهُم‌ مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ عَظِيم‌ٌ (9)

‌-‌ آية بلا خلاف‌-‌.

وعد اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌الّذين‌ صدقوا بوحدانية اللّه‌ و أقروا بنبوة نبيه‌ ‌محمّد‌ (‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و آله‌) و عملوا الصالحات‌ ‌ان‌ ‌لهم‌ مغفرة و وعدهم‌ مغفرة و وقعت‌ الجملة موقع‌ المفرد ‌کما‌ ‌قال‌ الشاعر:

وجدنا الصالحين‌ ‌لهم‌ جزاء        و جنات‌ و عيناً سلسبيلا

و تكون‌ الجملة ‌الّتي‌ ‌هي‌ ‌لهم‌ مغفرة ‌في‌ موضع‌ النصب‌، و لذلك‌ عطف‌ ‌في‌ البيت‌ و عينا، فنصب‌ ‌علي‌ الموضع‌، و يحتمل‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ موضع‌ (‌لهم‌ مغفرة) ‌في‌ موضع‌ الرفع‌، و ‌يکون‌ الموعود ‌به‌ محذوفاً، و ‌يکون‌ التقدير ‌لهم‌ مغفرة و أجر عظيم‌ فيما

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست