responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 428

اليم‌ عقابه‌، ‌ثم‌ وصف‌ عقابه‌ بالشدة ‌فقال‌: ‌إن‌ اللّه‌ شديد العقاب‌ لمن‌ يعاقبه‌ ‌من‌ خلقه‌، لأنه‌ نار ‌لا‌ يطفي‌ حرها، و ‌لا‌ يخمد جمرها، و ‌لا‌ يسكن‌ لهيبها (نعوذ باللّه‌ منها).

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 3]

حُرِّمَت‌ عَلَيكُم‌ُ المَيتَةُ وَ الدَّم‌ُ وَ لَحم‌ُ الخِنزِيرِ وَ ما أُهِل‌َّ لِغَيرِ اللّه‌ِ بِه‌ِ وَ المُنخَنِقَةُ وَ المَوقُوذَةُ وَ المُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَل‌َ السَّبُع‌ُ إِلاّ ما ذَكَّيتُم‌ وَ ما ذُبِح‌َ عَلَي‌ النُّصُب‌ِ وَ أَن‌ تَستَقسِمُوا بِالأَزلام‌ِ ذلِكُم‌ فِسق‌ٌ اليَوم‌َ يَئِس‌َ الَّذِين‌َ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُم‌ فَلا تَخشَوهُم‌ وَ اخشَون‌ِ اليَوم‌َ أَكمَلت‌ُ لَكُم‌ دِينَكُم‌ وَ أَتمَمت‌ُ عَلَيكُم‌ نِعمَتِي‌ وَ رَضِيت‌ُ لَكُم‌ُ الإِسلام‌َ دِيناً فَمَن‌ِ اضطُرَّ فِي‌ مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِف‌ٍ لِإِثم‌ٍ فَإِن‌َّ اللّه‌َ غَفُورٌ رَحِيم‌ٌ (3)

آية بلا خلاف‌.

اللغة:

‌بين‌ اللّه‌ (‌تعالي‌) ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌ما استثناه‌ ‌في‌ ‌قوله‌: «أُحِلَّت‌ لَكُم‌ بَهِيمَةُ الأَنعام‌ِ إِلّا ما يُتلي‌ عَلَيكُم‌» فهذا مما تلاه‌ علينا ‌فقال‌ مخاطباً للمكلفين‌: «حُرِّمَت‌ عَلَيكُم‌ُ المَيتَةُ» و أصله‌ الميتة مشدد ‌غير‌ انه‌ خفف‌، و ‌لو‌ قرئ‌ ‌علي‌ الأصل‌ ‌کان‌ جائزاً ‌إلا‌ انه‌ ‌لم‌ يقرأ ‌به‌ احد ها هنا ‌إلا‌ أبا جعفر المدني‌ يقال‌: ميت‌ بمعني‌ واحد. و ‌قال‌ بعضهم‌ الميت‌ ‌لما‌ ‌لم‌ يمت‌ و الميت‌ ‌لما‌ ‌قد‌ مات‌ و ‌هذا‌ ليس‌ بشي‌ء لان‌ ميت‌ يصلح‌ ‌لما‌ ‌قد‌ مات‌، و ‌لما‌ سيموت‌. ‌قال‌ اللّه‌ (‌تعالي‌): «إِنَّك‌َ مَيِّت‌ٌ وَ إِنَّهُم‌ مَيِّتُون‌َ» و ‌قال‌ الشاعر ‌في‌ الجمع‌ ‌بين‌ اللغتين‌:

ليس‌ ‌من‌ مات‌ فاستراح‌ بميت‌        انما الميت‌ ميت‌ الأحياء

فجعل‌ الميت‌ مخففاً ‌من‌ الميت‌ و ‌قال‌ بعضهم‌: الميتة كلما ‌له‌ نفس‌ٌ سائلة ‌من‌ دواب‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست