responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 209

جميع‌ ‌ذلک‌ يلزمه‌، ‌إن‌ سرق‌ قطع‌، و ‌إن‌ قذف‌ جُلد، و ‌إن‌ زنا حد، و ‌غير‌ ‌ذلک‌، لإجماع‌ الفرقة المحققة ‌علي‌ ‌ذلک‌، و لعموم‌ ‌الآية‌ المتناولة لذلك‌، و ‌لا‌ يلزم‌ ‌علي‌ ‌ذلک‌ تكليف‌ ‌من‌ قطع‌ رجل‌ نفسه‌ الصلاة قائماً، لأن‌ ‌ذلک‌ تكليف‌ ‌ما ‌لا‌ يطاق‌، و إيجاب‌ قضاء الصلاة ‌علي‌ السكران‌ ليس‌ كذلك‌، و كذلك‌ إقامة الحدود، لأن‌ ‌ذلک‌، تابع‌ للشرع‌، و ‌فيه‌ خلاف‌.

و يجوز ‌أن‌ يصلي‌ صلوات‌ الليل‌ و النهار عندنا يتيمم‌ واحد، و ‌هو‌ كالوضوء ‌في‌ ‌هذا‌ الباب‌، ‌ما ‌لم‌ يحدث‌، ‌أو‌ يتمكن‌ ‌من‌ استعمال‌ الماء، و ‌به‌ ‌قال‌ الحسن‌، و عطاء، و ‌أبو‌ حنيفة و أصحابه‌، و ‌قال‌ ‌إبن‌ عمر، و الشعبي‌، و قتادة، و ابراهيم‌، و الشافعي‌

يجب‌ التيمم‌ لكل‌ صلاة، و رووا ‌ذلک‌ ‌عن‌ علي‌ (ع‌)

، و ‌ذلک‌ عندنا محمول‌ ‌علي‌ الاستحباب‌.

و ‌لا‌ يجوز التيمم‌ عندنا ‌إلا‌ عند تضيق‌ الوقت‌، و الخوف‌، ‌من‌ فوته‌، و اختار ‌ذلک‌ البلخي‌. و ‌قال‌ الشافعي‌: ‌لا‌ يجوز ‌إلا‌ ‌بعد‌ دخول‌ الوقت‌، و ‌قال‌ ‌أبو‌ حنيفة:

يتيمم‌ ‌ أي ‌ وقت‌ شاء، و ‌إن‌ ‌کان‌ قبل‌ الوقت‌ فهو كالوضوء. و مسائل‌ التيمم‌ استوفيناها ‌في‌ المبسوط، و النهاية، و ‌لا‌ نطول‌ بذكرها هاهنا.

و ‌قوله‌: «إِن‌َّ اللّه‌َ كان‌َ عَفُوًّا غَفُوراً» ‌ أي ‌ يقبل‌ منكم‌ العفو، و يغفر لكم‌، لأن‌ قبوله‌ التيمم‌ بدلا ‌من‌ الوضوء تسهيل‌ علينا. و ‌قيل‌: يعفو بمعني‌ يصفح‌ عنكم‌ الذنوب‌، و يغفرها ‌ أي ‌ يسترها عليكم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النساء (4): الآيات‌ 44 ‌الي‌ 45]

أَ لَم‌ تَرَ إِلَي‌ الَّذِين‌َ أُوتُوا نَصِيباً مِن‌َ الكِتاب‌ِ يَشتَرُون‌َ الضَّلالَةَ وَ يُرِيدُون‌َ أَن‌ تَضِلُّوا السَّبِيل‌َ (44) وَ اللّه‌ُ أَعلَم‌ُ بِأَعدائِكُم‌ وَ كَفي‌ بِاللّه‌ِ وَلِيًّا وَ كَفي‌ بِاللّه‌ِ نَصِيراً (45)

‌-‌ آيتان‌-‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست