responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 570

الشديدة، و ‌ذلک‌ ‌من‌ صفات‌ الشمال‌، فإنها توصف‌ بان‌ لها قعقعة.

المعني‌:

و ‌قوله‌: «وَ ما ظَلَمَهُم‌ُ اللّه‌ُ» نفي‌ للظلم‌ ‌عن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ يعني‌ ‌في‌ نفي‌ استحقاقهم‌ للثواب‌، و استحقاقهم‌ للعقاب‌، و ‌إن‌ ‌ذلک‌ ليس‌ بظلم‌ ‌منه‌ ‌تعالي‌ «وَ لكِن‌ أَنفُسَهُم‌ يَظلِمُون‌َ» بذلك‌. و إنما وصفهم‌ بأنهم‌ ظلموا أنفسهم‌، لأمرين‌:

أحدهما‌-‌ ‌أن‌ ظلمهم‌ اقتضي‌ هلاك‌ حرثهم‌ عقوبة ‌لهم‌، لأنه‌ ‌لو‌ هلك‌ ‌علي‌ جهة الابتلاء و المحنة ‌لم‌ يعتد بعاجل‌ المضرة، للعوض‌ الموفي‌ ‌عليه‌ ‌في‌ العاقبة.

الثاني‌-‌ ‌أن‌ يكونوا ظلموا أنفسهم‌ بأن‌ زرعوا ‌في‌ ‌غير‌ موضع‌ الزرع‌ ‌أو‌ ‌في‌ ‌غير‌ وقت‌ الزراعة، فجاءت‌ الريح‌ فأهلكته‌ تأديباً ‌من‌ اللّه‌ ‌لهم‌ ‌في‌ وضع‌ الشي‌ء ‌غير‌ موضعه‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ حقه‌.

و ‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 118]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِن‌ دُونِكُم‌ لا يَألُونَكُم‌ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّم‌ قَد بَدَت‌ِ البَغضاءُ مِن‌ أَفواهِهِم‌ وَ ما تُخفِي‌ صُدُورُهُم‌ أَكبَرُ قَد بَيَّنّا لَكُم‌ُ الآيات‌ِ إِن‌ كُنتُم‌ تَعقِلُون‌َ (118)

آية بلا خلاف‌.

المعني‌:

ذكر ‌إبن‌ عباس‌، و الحسن‌: ‌أن‌ قوماً ‌من‌ المؤمنين‌ خافوا بعض‌ المشركين‌ ‌من‌ اليهود، و المنافقين‌ المودة ‌لما‌ ‌کان‌ بينهم‌ ‌في‌ الجاهلية فنهاهم‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌ بهذه‌ ‌الآية‌. و البطانة معناها هاهنا خاصة الرجل‌ ‌الّذين‌ يستبطنون‌ أمره‌ و يسمون‌ دخلاء ‌ أي ‌ ‌لا‌ تجعلوا ‌من‌ ‌هذه‌ صفته‌ ‌من‌ ‌غير‌ المؤمنين‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 570
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست