responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 510

فان‌ ‌قيل‌: أ ليس‌ الايمان‌ عندكم‌ ‌من‌ عنده‌، و ‌مع‌ ‌ذلک‌ ليس‌ ‌من‌ عنده‌ ‌من‌ ‌کل‌ الوجوه‌، فهلا جاز مثل‌ ‌ذلک‌ ‌في‌ تأويل‌ ‌الآية‌! ‌قيل‌: ‌لا‌ يجوز ‌ذلک‌، لأن‌ اطلاق‌ النفي‌ يوجب‌ العموم‌، و ليس‌ كذلك‌ اطلاق‌ الإثبات‌ ألا تري‌ أنك‌ تقول‌: ‌ما عندي‌ طعام‌، فإنما تنفي‌ القليل‌، و الكثير، و ليس‌ كذلك‌ ‌إذا‌ قلت‌ عندي‌ طعام‌، لأنه‌ ‌لا‌ يجب‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ عندك‌ جميع‌ الطعام‌ فبان‌ الفرق‌ ‌بين‌ النفي‌ و الإثبات‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 79]

ما كان‌َ لِبَشَرٍ أَن‌ يُؤتِيَه‌ُ اللّه‌ُ الكِتاب‌َ وَ الحُكم‌َ وَ النُّبُوَّةَ ثُم‌َّ يَقُول‌َ لِلنّاس‌ِ كُونُوا عِباداً لِي‌ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ وَ لكِن‌ كُونُوا رَبّانِيِّين‌َ بِما كُنتُم‌ تُعَلِّمُون‌َ الكِتاب‌َ وَ بِما كُنتُم‌ تَدرُسُون‌َ (79)

آية واحدة.

القراءة و النزول‌:

قرأ ‌إبن‌ كثير، و نافع‌، و ‌أبو‌ عمرو (تعلمون‌) مخففاً الباقون‌ بالتشديد.

روي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌أنه‌ ‌قال‌: سبب‌ نزول‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌أن‌ قوماً ‌من‌ اليهود قالوا للنبي‌ (ص‌) أ تدعونا ‌إلي‌ عبادتك‌ ‌کما‌ دعا المسيح‌ النصاري‌ فنزلت‌ ‌الآية‌.

اللغة، و المعني‌:

و ‌قوله‌: (لبشر) فانه‌ يقع‌ ‌علي‌ القليل‌ و الكثير و ‌هو‌ بمنزلة المصدر مثل‌ الخلق‌ و غيره‌، تقول‌: ‌هذا‌ بشر و هؤلاء بشر ‌کما‌ تقول‌: ‌هذا‌ خلق‌ و هؤلاء خلق‌. و إنما وقع‌ المصدر ‌علي‌ القليل‌، و الكثير، لأنه‌ جنس‌ الفعل‌ ‌کما‌ وجب‌ ‌في‌ اسماء الأجناس‌ كالماء و التراب‌ و نحوه‌ و ‌قوله‌: «أَن‌ يُؤتِيَه‌ُ اللّه‌ُ الكِتاب‌َ» معناه‌ أعطاه‌ «الكِتاب‌َ، وَ الحُكم‌َ وَ النُّبُوَّةَ»، ‌أن‌ «يَقُول‌َ لِلنّاس‌ِ: كُونُوا عِباداً لِي‌ مِن‌ دُون‌ِ اللّه‌ِ وَ لكِن‌» يقول‌ ‌لهم‌:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست