responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 506

‌لا‌ تكون‌ مكتفية، نحو ‌ان‌ تقول‌ ‌قد‌ قدَّم‌ زيد، حدساً لغواً ‌من‌ القول‌، بلي‌ ‌لو‌ ‌کان‌ متيقناً لعمل‌ ‌علي‌ ‌قوله‌. فكذلك‌ ‌الآية‌ تدل‌ ‌علي‌ ‌ما تقدم‌ ‌علي‌ ادعائهم‌ خلاف‌ الصواب‌ ‌في‌ التقوي‌ فقيل‌: «بلي‌» للاضراب‌ ‌عن‌ الأول‌، و الاعتماد ‌علي‌ البيان‌ الثاني‌.

و الفرق‌ ‌بين‌ بلي‌ و نعم‌ ‌أن‌ بلي‌ جواب‌ النفي‌، نحو ‌قوله‌. «أَ لَست‌ُ بِرَبِّكُم‌ قالُوا بَلي‌»[1] فأما أزيد ‌في‌ الدار فجوابه‌، نعم‌، ‌أو‌، ‌لا‌. و إنما جاز إمالة بلي‌ لمشابهتها الاسم‌ ‌من‌ وجهين‌.

أحدهما‌-‌ ‌أنه‌ يوقف‌ عليها ‌في‌ الجواب‌، ‌کما‌ يوقف‌ ‌علي‌ الاسم‌ نحو ‌من‌ رأيت‌ ‌من‌ النساء، فيقول‌ الحبلي‌، و كذلك‌ ‌إذا‌ ‌قال‌ أ ليس‌ زيد ‌في‌ الدار قلت‌ بلي‌. و لأنها ‌علي‌ ثلاثة أحرف‌ و ‌هي‌ أصل‌ العدة ‌الّتي‌ ‌يکون‌ عليها الاسم‌ و لذلك‌ خالفت‌ (‌لا‌) ‌في‌ الامالة.

و إنما ‌قال‌ «فَإِن‌َّ اللّه‌َ يُحِب‌ُّ المُتَّقِين‌َ» و ‌لم‌ يقل‌ فان‌ اللّه‌ يحبه‌ فيرد العامل‌ ‌إلي‌ اللفظ، لابانة الصفة ‌الّتي‌ تجب‌ بها محبة اللّه‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ ‌فيه‌ معني‌ فان‌ اللّه‌ يحبهم‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 77]

إِن‌َّ الَّذِين‌َ يَشتَرُون‌َ بِعَهدِ اللّه‌ِ وَ أَيمانِهِم‌ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِك‌َ لا خَلاق‌َ لَهُم‌ فِي‌ الآخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُم‌ُ اللّه‌ُ وَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم‌ يَوم‌َ القِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِم‌ وَ لَهُم‌ عَذاب‌ٌ أَلِيم‌ٌ (77)

آية واحدة.

النزول‌:

اختلفوا ‌في‌ سبب‌ نزول‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌، ‌فقال‌ مجاهد، و عامر الشعبي‌: إنها نزلت‌ ‌في‌ رجل‌ حلف‌ يميناً فاجرة ‌في‌ تنفيق‌ سلعته‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ جريج‌: إنها نزلت‌ ‌في‌ الأشعث‌ ‌بن‌ قيس‌ و خصم‌ ‌له‌ ‌في‌ أرض‌ قام‌ ليحلف‌ عند ‌رسول‌ اللّه‌، فنزلت‌ ‌الآية‌ فنكل‌ الأشعث‌، و اعترف‌ بالحق‌، و رد ‌الإرض‌. و ‌قال‌ عكرمة نزلت‌ ‌في‌ جماعة ‌من‌


[1] ‌سورة‌ الاعراف‌ آية: 171.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست