اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 30
أحد قولي الفراء، و الزجاج و اختاره الجبائي. و الثاني قول مجاهد و الحسن، و إبن أبي يحتج بأحد قولي الفراء، و الزجاج، و اختيار الزجاج. و قال الفراء: لاذكروني جوابان: أحدهما- (کما). و الآخر- أذكركم، لأنه لما کان يجب عليهم الذكر ليذكرهم اللّه برحمته، و لما سلف من نعمته، أشبه- من هذا الوجه- الجواب، لأنه يجب للثاني فيه بوجوب الأول.
المعني:
و قوله: (يُزَكِّيكُم) معناه يعرّضكم لما تكونوا به أزكياء من الأمر بطاعة اللّه و اتباع مرضاته. و يحتمل أيضاً أن يکون المراد: ينسبكم إلي أنكم أزكياء شهادة لكم بذلك، ليعرفكم النّاس به، و إنما قال: (الكِتابَ وَ الحِكمَةَ) لاختلاف الفائدة في الصفتين و إن كانتا لموصوف واحد. كقولك: هو العالم بالأمور القادر عليها.
و يحتمل أن يکون أراد بالكتاب: القرآن، و بالحكمة: الوحي من السنة.