قال الحسن: وجه الآية في التابوت أن الملائكة كانت تحمله بين السماء و الإرض يرونه عياناً و قال إبن عباس و وهب: إن اللّه انتزعه من أيدي أعدائهم الّذين نهبوه منهم، فردّ عليهم «تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ» و قيل:
إن التابوت کان في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة الّذين غلبوهم عليه- علي قول إبن عباس، و وهب-، و روي ذلک عن أبي عبد اللّه (ع).
و قال قتادة: کان في برية التيه: خلفه هناك يوشع إبن نون. و قال وهب بن منبه: کان قدر التابوت نحواً من ثلاث أذرع في ذراعين.
و روي عن علي (ع). أنه قال: السكينة الّتي كانت فيه ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان.
و قال مجاهد لها رأس كرأس الهرة، و روي ذلک في أخبارنا.
و قال وهب: روح من اللّه تكلمهم بالبيان عند وقوع الاختلاف. و قال عطا: کان فيه آية يسكنون إليها.
و السكينة مصدر وقع موقع الاسم نحو القضية و البقية و العزيمة و أخذ من معني السكون لأن نفوسهم تسكن إليه و البقية الّتي ترك آل موسي، و آل هارون. قال
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 292