responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 400

و الأوزان‌ واحد، يقولون‌: هل‌ لك‌ ‌في‌ درهم‌ بميزان‌ درهمك‌، و وزن‌ درهمك‌.

و ‌قال‌ الحسن‌: ‌في‌ الآخرة ميزان‌ ‌له‌ كفتان‌. و ‌هو‌ قول‌ الجبائي‌ و اكثر المفسرين‌.

‌ثم‌ اختلفوا: فمنهم‌ ‌من‌ ‌قال‌: يجعل‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ احدي‌ الكفتين‌ نوراً علامة للطاعات‌ و ‌في‌ الأخري‌ ظلمة علامة للمعاصي‌ فأيهما رجح‌ ‌علي‌ الآخر حكم‌ لصاحبه‌ ‌به‌. و ‌قال‌ آخرون‌: إنما يوزن‌ صحف‌ الاعمال‌ فما ‌فيها‌ الطاعات‌ تجعل‌ ‌في‌ كفة و ‌ما ‌فيها‌ المعاصي‌ ‌في‌ كفة أخري‌ فأيهما رجح‌ حكم‌ لصاحبه‌ ‌به‌. و ‌قال‌ قوم‌: الميزان‌ عبارة ‌عن‌ العدل‌ و مقابلة الطاعات‌ بالمعاصي‌، فأيهما ‌کان‌ اكثر حكم‌ ‌له‌ ‌به‌ و عبر ‌عن‌ ‌ذلک‌ بالثقل‌ مجازاً لان‌ الاعمال‌ أعراض‌ ‌لا‌ يصح‌ وزنها و ‌لا‌ وصفها بالثقل‌ و الخفة، ‌قال‌ الشاعر:

لقد كنت‌ قبل‌ لقائكم‌ ذا مرة        عندي‌ لكل‌ مخاصم‌ ميزانه‌[1]

يريدون‌ كلامه‌ ‌في‌ معارضته‌، فبين‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌أن‌ ‌من‌ كانت‌ طاعته‌ أكثر ‌کان‌ ثوابه‌ أعظم‌، فيكون‌ صاحبها «فِي‌ عِيشَةٍ راضِيَةٍ» ‌ أي ‌ مرضية، ففاعل‌-‌ هاهنا‌-‌ بمعني‌ المفعول‌، لان‌ معناه‌ ذو رضا كقولهم‌ (نابل‌) ‌ أي ‌ ذو نيل‌، ‌قال‌ النابغة:

كليني‌ ‌لهم‌ ‌ يا ‌ أميمة ناصب‌        و ليل‌ اقاسيه‌ بطي‌ء الكواكب‌[2]

‌ أي ‌ ذو نصب‌ و ‌قال‌ آخر:

و غررتني‌ و زعمت‌ أنك‌        لابن‌ بالصيف‌ تامر[3]

أي‌ ذو لبن‌ و ذو تمر.

و ‌قال‌ مجاهد «ثَقُلَت‌ مَوازِينُه‌ُ» ‌علي‌ جهة الميل‌، ‌ثم‌ ‌بين‌ ‌من‌ كانت‌ معاصيه‌ أكثر و قلت‌ طاعاته‌ «فَأُمُّه‌ُ هاوِيَةٌ» ‌ أي ‌ مأواه‌ هاوية يعني‌، جهنم‌، و إنما سماها


[1] القرطبي‌ 20/ 166 و الشوكاني‌ 5/ 472
[2] ‌في‌ مر 5/ 368 و 6/ 95، 329 و 8/ 122، 567
[3] مر ‌في‌ 8/ 468
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست