responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 382

هداه‌ ‌إلي‌ الحق‌ ‌في‌ الدين‌ يهديه‌ هدي‌، و العمل‌ بالبيان‌ ‌عن‌ طريق‌ الرشد هدي‌، و كذلك‌ باللطف‌ ‌فيه‌. و التقوي‌ تجنب‌ ‌ما يؤدي‌ ‌إلي‌ الردي‌، اتقاه‌ اتقاء و تقوي‌ و الأصل‌ وقياً. فأبدلت‌ الواو تاء، و الياء واواً، لأن‌ التاء أحسن‌ أولا ‌من‌ الواو ‌مع‌ مناسبتها بالقرب‌ و امتناع‌ المخرج‌، و التقدير أ رأيت‌ ‌ألذي‌ فعل‌ ‌هذا‌ الفعل‌ ‌ما ‌ألذي‌ يستحق‌ بذلك‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌من‌ العقاب‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ ‌علي‌ وجه‌ التهديد (كَلّا لَئِن‌ لَم‌ يَنتَه‌ِ) ‌عن‌ ‌هذا‌ الفعل‌ و القول‌ (لَنَسفَعاً بِالنّاصِيَةِ) ‌ أي ‌ لنغيرن‌ بها ‌إلي‌ حال‌ تشويه‌، يقال‌:

سفعته‌ النار و الشمس‌ ‌إذا‌ غيرت‌ وجهه‌ ‌إلي‌ حال‌ تشويه‌، و ‌قيل‌: ‌هو‌ ‌أن‌ يجر بناصيته‌ ‌إلي‌ النار، و الناصية شعر مقدم‌ الرأس‌. و ‌هو‌ ‌من‌ ناصي‌ يناصي‌ مناصاة ‌إذا‌ واصل‌ ‌قال‌ الراجز:

قي‌ّ يناصيها بلاد قي‌ّ[1]

فالناصية متصلة بشعر الرأس‌. و ‌قوله‌ (ناصية) بدل‌ ‌من‌ (الناصية) بدل‌ النكرة ‌من‌ المعرفة و وصفها بأنها (كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) و منعاه‌ ‌أن‌ صاحبها كاذب‌ ‌في‌ أقواله‌ خاطئ‌ ‌في‌ أفعاله‌ و أضاف‌ الفعل‌ اليها ‌لما‌ ذكر الخبر بها. و ‌قوله‌ (فَليَدع‌ُ نادِيَه‌ُ) وعيد للذي‌ ‌قال‌: أنا اكثر ‌هذا‌ الوادي‌ نادياً بأن‌ ‌قيل‌ ‌له‌ (فَليَدع‌ُ نادِيَه‌ُ) ‌إذا‌ حل‌ عقاب‌ اللّه‌ ‌به‌. و ‌قال‌ ابو عبيدة: تقديره‌، فليدع‌ أهل‌ ناديه‌، كقوله‌ (وَ سئَل‌ِ القَريَةَ)[2] و النادي‌ الفناء و ‌منه‌ ‌قوله‌ (وَ تَأتُون‌َ فِي‌ نادِيكُم‌ُ المُنكَرَ)[3] ‌ثم‌ ‌قال‌ «سَنَدع‌ُ» نحن‌ (الزَّبانِيَةَ) يعني‌ الملائكة الموكلين‌ بالنار‌-‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة و مجاهد و الضحاك‌-‌ و ‌قال‌ ابو عبيدة: واحد الزبانية زبينة، و ‌قال‌ الكسائي‌ واحدهم‌ زبني‌.

و ‌قال‌ الأخفش‌: واحدهم‌ زابن‌. و ‌قيل‌: زبنية. و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ اسماً للجمع‌ مثل‌


[1] مر ‌في‌ 6/ 11 و 9/ 477، 508
[2] ‌سورة‌ 12 يوسف‌ آية 82
[3] ‌سورة‌ 29 العنكبوت‌ آية 29
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست