responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 365

‌لا‌ يجوز إضلالهم‌ ‌منه‌. و ‌قوله‌ «وَ إِن‌َّ لَنا لَلآخِرَةَ» معناه‌ الاخبار ‌من‌ اللّه‌ بأن‌ ‌له‌ دار الآخرة و الجزاء ‌فيها‌ ‌علي‌ الأعمال‌، و الامر و النهي‌ ليس‌ لاحد سواه‌، لان‌ دار الدنيا ‌قد‌ ملك‌ ‌فيها‌ أقواماً التصرف‌، و ‌قوله‌ «وَ الأُولي‌» معناه‌ و ‌إن‌ لنا الأولي‌ ايضاً يعني‌ دار الدنيا. فانه‌ ‌ألذي‌ خلق‌ الخلق‌ ‌فيها‌، و ‌هو‌ ‌ألذي‌ مكنهم‌ ‌من‌ التصرف‌ ‌فيها‌ و ‌هو‌ ‌ألذي‌ ملكهم‌ ‌ما ملكهم‌، فهي‌ ايضاً ‌ما ‌له‌ ‌علي‌ ‌کل‌ حال‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الليل‌ (92): الآيات‌ 14 ‌الي‌ 21]

فَأَنذَرتُكُم‌ ناراً تَلَظّي‌ (14) لا يَصلاها إِلاَّ الأَشقَي‌ (15) الَّذِي‌ كَذَّب‌َ وَ تَوَلّي‌ (16) وَ سَيُجَنَّبُهَا الأَتقَي‌ (17) الَّذِي‌ يُؤتِي‌ مالَه‌ُ يَتَزَكّي‌ (18)

وَ ما لِأَحَدٍ عِندَه‌ُ مِن‌ نِعمَةٍ تُجزي‌ (19) إِلاَّ ابتِغاءَ وَجه‌ِ رَبِّه‌ِ الأَعلي‌ (20) وَ لَسَوف‌َ يَرضي‌ (21)

ثمان‌ آيات‌.

‌قوله‌ «فَأَنذَرتُكُم‌ ناراً تَلَظّي‌» وعيد ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ للمكلفين‌. تقول‌ خوفتكم‌ المعاصي‌ ‌الّتي‌ تؤديكم‌ ‌إلي‌ نار تلظي‌.

و قرأ ‌إبن‌ كثير «ناراً تلظي‌» بتشديد التاء ادغم‌ احدي‌ التاءين‌ ‌في‌ الأخري‌، لان‌ الأصل‌ تتلظي‌. و ‌قيل‌: انه‌ ادغم‌ نون‌ التنوين‌ ‌في‌ التاء. الباقون‌ بالتخفيف‌ فحذفوا احدي‌ التاءين‌. و التلظي‌ تلهب‌ النار بشدة الإيقاد تلظت‌ النار تتلظي‌ تلظياً و لظي‌ اسم‌ ‌من‌ اسماء جهنم‌.

و ‌قوله‌ «لا يَصلاها إِلَّا الأَشقَي‌ الَّذِي‌ كَذَّب‌َ» و قصر عما أمرته‌ ‌کما‌ تقول‌: لقي‌ فلان‌ العدو فكذب‌: ‌إذا‌ نكل‌ و رجع‌-‌ ذكره‌ الفراء‌-‌ فكأنه‌ كذب‌ ‌في‌ الطاعة أي‌ ‌لم‌ يتحقق‌. و ‌قال‌ المفسرون‌ ‌فيها‌ قولان‌:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست