responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 352

‌ثم‌ نبهه‌ ‌تعالي‌ ‌علي‌ وجوه‌ النعمة ‌الّتي‌ أنعم‌ بها ‌عليه‌ ليستدل‌ بها ‌علي‌ توحيده‌ و خلع‌ الأنداد دونه‌ بقوله‌ «أَ لَم‌ نَجعَل‌ لَه‌ُ عَينَين‌ِ» ليبصر بهما «وَ لِساناً وَ شَفَتَين‌ِ» لينطق‌ بهما «وَ هَدَيناه‌ُ النَّجدَين‌ِ» ليستدل‌ بهما. و ‌في‌ ‌ذلک‌ دليل‌ واضح‌ ‌علي‌ ‌أنه‌ صادر ‌من‌ مختار لهذه‌ الافعال‌ ‌الّتي‌ فعلها بهذه‌ الوجوه‌، فأحكمها لهذه‌ الأمور، فالمحكم‌ المتقن‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ ‌إلا‌ ‌من‌ عالم‌، و تعليقه‌ بالمعاني‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ ‌إلا‌ ‌من‌ مختار، لأنه‌ ‌لا‌ يعلق‌ الفعل‌ بالمعاني‌ ‌إلا‌ ‌في‌ الارادة. و ‌قال‌ ‌إبن‌ مسعود: و ‌إبن‌ عباس‌: معني‌ هديناه‌ النجدين‌: نجد الخير و الشر، و ‌به‌ ‌قال‌ الحسن‌ و مجاهد و الضحاك‌ و قتادة، و ‌في‌ رواية ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ أنهما الثديان‌، و النجدان‌ الطريقان‌ للخير و الشر. و أصل‌ النجد للعلو و نجد بلد سمي‌ نجد العلوة ‌عن‌ انجفاض‌ تهامة، و ‌کل‌ عال‌ ‌من‌ ‌الإرض‌ نجد، و الجمع‌ نجود، و رجل‌ نجد ‌بين‌ النجدة ‌إذا‌ ‌کان‌ جلداً قوياً، لاستعلائه‌ ‌علي‌ قوته‌، و استنجدت‌ فلاناً فانجدني‌ ‌ أي ‌ استعنته‌ ‌علي‌ خصمي‌ فأعانني‌، و النجد الكرب‌ و الغم‌. و النجاد ‌ما ‌علي‌ العاتق‌ ‌من‌ حمالة السيف‌، و شبه‌ طريق‌ الخير و الشر بالطريقين‌ العاليين‌ لظهوره‌ فيهما.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البلد (90): الآيات‌ 11 ‌الي‌ 20]

فَلا اقتَحَم‌َ العَقَبَةَ (11) وَ ما أَدراك‌َ مَا العَقَبَةُ (12) فَك‌ُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعام‌ٌ فِي‌ يَوم‌ٍ ذِي‌ مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقرَبَةٍ (15)

أَو مِسكِيناً ذا مَترَبَةٍ (16) ثُم‌َّ كان‌َ مِن‌َ الَّذِين‌َ آمَنُوا وَ تَواصَوا بِالصَّبرِ وَ تَواصَوا بِالمَرحَمَةِ (17) أُولئِك‌َ أَصحاب‌ُ المَيمَنَةِ (18) وَ الَّذِين‌َ كَفَرُوا بِآياتِنا هُم‌ أَصحاب‌ُ المَشأَمَةِ (19) عَلَيهِم‌ نارٌ مُؤصَدَةٌ (20)

عشر آيات‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست