اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 350
الخلاف أي ليس الامر علي ما يتوهم. و قد بينا نظائر ذلک فيما مضي. فإذا أثبت انه اقسم، فلا ينافي قوله «وَ هذَا البَلَدِ الأَمِينِ» لأن هذا قسم آخر مثله. و إنما يکون مناقضة لو أراد نفي القسم بقوله «لا اقسم» فأما إذا کان الامر علي ما بيناه فلا تنافي بينهما. قال إبن عباس و مجاهد و قتادة و إبن زيد: يعني بالبلد مكة.
و قوله «وَ أَنتَ حِلٌّ بِهذَا البَلَدِ» فمعناه في قول إبن عباس أنه حلال لك به قتل من رأيت حين أمر بالقتال، فقتل إبن حنظل صبراً، و هو آخذ بأستار الكعبة و لم يحل لأحد بعده. و به قال مجاهد و إبن زيد و الضحاك. و قال عطاء: لم يحل إلا لنبيكم ساعة من النهار. و قال الحسن: معناه و أنت فيه محسن و أنا عنك راض.
و قيل: معناه أنت حل بهذا البلد أي انت فيه مقيم، و هو محلل. و المعني بذلك التنبيه علي شرف البلد بشرف من حل فيه من الرسول الداعي إلي تعظيم اللّه و إخلاص عبادته المبشر بالثواب و المنذر بالعقاب، و يقال: رجل حل أي حلال و قالوا: حل معناه حال. أي ساكن.
و قوله (وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ) قسم آخر بالوالد و ما ولد، قال إبن عباس و عكرمة:
المعني بذلك کل والد و ما ولد يعني العاقل. و قال الحسن و مجاهد و قتادة و الضحاك و سفيان و ابو صالح: يعني آدم و ولده. و قال ابو عمران الحوبي: يعني به إبراهيم عليه السلام و ولده.
و قوله (لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍ) جواب القسم، و معني كبد قال إبن عباس و الحسن: في شدة. و قال قتادة: معناه يكابد الدنيا و الآخرة. قال مجاهد و ابو صالح و إبراهيم النخعي و عبد اللّه بن شداد: معناه في انتصاب قامة، فكأنه في شدة قوام مخصوص بذلك من سائر الحيوان، قال لبيد:
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 350