responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 348

أحد ‌في‌ ‌ذلک‌ اليوم‌. و ‌من‌ فتح‌ الذال‌ ‌قال‌: المعني‌ ‌لا‌ يعذب‌ عذاب‌ الجاني‌ الكافر ‌ألذي‌ ‌لم‌ يقدم‌ لحياته‌ أحد ‌من‌ ‌النّاس‌ لأنا علمنا ‌أن‌ إبليس‌ أشد عذاباً ‌من‌ غيره‌ بحسب‌ إجرامه‌ و ‌إذا‌ أطلق‌ الكلام‌ لقيام‌ الدلالة ‌علي‌ ‌ذلک‌ ‌قيل‌ معناه‌ ‌لا‌ يؤاخذ أحد بذنب‌ غيره‌، لأنه‌ المستحق‌ للعذاب‌ و ‌لا‌ يؤاخذ اللّه‌ أحداً بجرم‌ غيره‌.

و ‌قوله‌ (وَ لا يُوثِق‌ُ وَثاقَه‌ُ) ‌ أي ‌ ‌لا‌ يشد بالسلاسل‌ و الاغلال‌ (أَحَدٌ) ‌علي‌ المعنيين‌ اللذين‌ ذكرناهما.

و ‌قوله‌ (يا أَيَّتُهَا النَّفس‌ُ المُطمَئِنَّةُ) ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد ‌عن‌ أبيه‌: ‌إن‌ النفس‌ المطمئنة ‌الّتي‌ فعلت‌ طاعة اللّه‌ و تجنبت‌ معاصيه‌ تبشر عند الموت‌ و يوم البعث‌ بالثواب‌ و النعيم‌. و ‌قيل‌: ‌ان‌ المطمئنة بالمعرفة للّه‌ و بالايمان‌ ‌به‌-‌ ‌في‌ قول‌ مجاهد‌-‌ و ‌قيل‌:

المطمئنة بالبشارة بالجنة. و ‌قال‌ الفراء: تقديره‌ ‌ يا ‌ أيتها النفس‌ المطمئنة بالايمان‌ و المصدقة بالثواب‌ و البعث‌ (ارجِعِي‌) تقول‌ ‌لهم‌ الملائكة ‌إذا‌ أعطوهم‌ كتبهم‌ بايمانهم‌ (ارجِعِي‌ إِلي‌ رَبِّك‌ِ) ‌ أي ‌ ‌إلي‌ ‌ما أعده‌ اللّه‌ لك‌ ‌من‌ الثواب‌، و ‌قد‌ يجوز ‌أن‌ يقولوا ‌لهم‌ ‌هذا‌ القول‌ يريدون‌ ارجعوا ‌من‌ الدنيا ‌إلي‌ ‌هذا‌ المرجع‌.

‌ثم‌ ‌بين‌ ‌ما يقال‌ لها و تبشر ‌به‌ بأنه‌ يقال‌ لها (ارجِعِي‌ إِلي‌ رَبِّك‌ِ) ‌ أي ‌ ‌إلي‌ الموضع‌ ‌ألذي‌ يختص‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ بالأمر و النهي‌ ‌به‌ دون‌ خلقه‌ (راضِيَةً) بثواب‌ اللّه‌ و جزيل‌ عطائه‌ (مَرضِيَّةً) الافعال‌ ‌من‌ الطاعات‌، و إنه‌ يقال‌ لها «فَادخُلِي‌ فِي‌ عِبادِي‌» ‌الّذين‌ رضيت‌ عنهم‌ و رضيت‌ أفعالهم‌ «وَ ادخُلِي‌ جَنَّتِي‌» ‌الّتي‌ وعدتكم‌ بها و أعددت‌ نعيمكم‌ ‌فيها‌، و روي‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌أنه‌ قرأ ادخلي‌ ‌في‌ عبدي‌ بمعني‌ ‌في‌ جسم‌ عبدي‌، ‌قال‌ ‌إبن‌ خالويه‌: ‌هي‌ قراءة حسنة. ‌قال‌ المبرد: تقديره‌ ‌ يا ‌ أيتها الروح‌ ارجعي‌ ‌إلي‌ ربك‌ فادخلي‌ ‌في‌ عبادي‌ ‌في‌ ‌کل‌ واحد ‌من‌ عبادي‌ تدخل‌ ‌فيه‌ روحه‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست