responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 339

و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ ‌غير‌ منسوخ‌، لان‌ الجهاد ليس‌ بإكراه‌ القلوب‌.

و ‌قوله‌ (إِلّا مَن‌ تَوَلّي‌ وَ كَفَرَ) ‌قيل‌ ‌في‌ ‌هذا‌ الاستثناء قولان‌:

أحدهما‌-‌ انه‌ منقطع‌ و تقديره‌، لكن‌ ‌من‌ تولي‌ و كفر فيعذبه‌ اللّه‌ العذاب‌ الأكبر الثاني‌-‌ ‌إلا‌ ‌من‌ تولي‌ فإنك‌ مسلط ‌عليه‌ بالجهاد، فاللّه‌ يعذبه‌ العذاب‌ الأكبر.

و ‌قال‌ الحسن‌ المعني‌: ‌إلا‌ ‌من‌ تولي‌ و كفر، فكله‌ ‌إلي‌ اللّه‌. و ‌قيل‌ معناه‌ ‌إلا‌ ‌من‌ تولي‌ و كفر فلست‌ ‌له‌ بمذكر، لأنه‌ ‌لا‌ يقبل‌ منك‌، فكذلك‌ لست‌ تذكره‌.

و ‌قوله‌ (إِن‌َّ إِلَينا إِيابَهُم‌) فالاياب‌ الرجوع‌، آب‌ يؤب‌ أوباً و إياباً و تأوّب‌ تأوباً و أوّب‌ يؤوّب‌ تأويباً، و يقال‌: أيب‌ إياباً ‌علي‌ (فعيل‌، فيعالا) ‌من‌ الأوب‌ و ‌علي‌ ‌هذا‌ قرئ‌ ‌في‌ الشواذ (ايّابهم‌) بالتشديد، ‌قال‌ عبيد:

و ‌کل‌ ذي‌ غيبة يؤوب‌        و غائب‌ الموت‌ ‌لا‌ يؤوب‌[1]

و المعني‌ ‌ان‌ مرجع‌ الخلق‌ يوم القيامة ‌إلي‌ اللّه‌ فيحاسبهم‌ و يجازي‌ ‌کل‌ واحد منهم‌ ‌علي‌ قدر عمله‌، فحساب‌ الكفار مقدار ‌ما ‌لهم‌ و ‌عليهم‌ ‌من‌ استحقاق‌ العقاب‌، و حساب‌ المؤمن‌ بيان‌ ‌ما ‌له‌ و ‌عليه‌ ‌حتي‌ يظهر استحقاق‌ الثواب‌.


[1] مر ‌في‌ 6/ 468
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست