responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 300

‌لم‌ تروحني‌ نكرت‌ و رين‌ بي‌        و رين‌ بالسافي‌ ‌ألذي‌ أمسي‌ معي‌

و ‌قال‌ الحسن‌ و قتادة: الرين‌ الذنب‌ ‌علي‌ الذنب‌ ‌حتي‌ يموت‌ القلب‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد: غلبت‌ الذنوب‌ ‌علي‌ القلوب‌، ‌فلا‌ يخلص‌ اليها خير العلوم‌. و ‌قيل‌: معني‌ «ران‌» غطي‌ و عشي‌. و ‌قوله‌ (ما كانُوا يَكسِبُون‌َ) (‌ما) ‌في‌ موضع‌ رفع‌، لأنها الفاعلة لران‌ و ‌ما يكسبون‌ يعني‌ ‌من‌ المعاصي‌، لان‌ الطاعات‌ و ‌ان‌ كسبوها فما رانت‌ ‌علي‌ قلوبهم‌ ‌قال‌ البلخي‌: و ‌في‌ ‌ذلک‌ دلالة ‌علي‌ صحة ‌ما يقوله‌ أهل‌ العدل‌ ‌في‌ تفسير الطبع‌ و الختم‌ و الإضلال‌، لأنه‌ ‌تعالي‌ اخبر انهم‌ ‌الّذين‌ يجعلون‌ الرين‌ ‌علي‌ قلوبهم‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ (كَلّا إِنَّهُم‌ عَن‌ رَبِّهِم‌ يَومَئِذٍ لَمَحجُوبُون‌َ) ‌قال‌ الحسن‌ و قتادة: ‌هم‌ محجوبون‌ ‌عن‌ إحسانه‌. و ‌قيل‌: ‌عن‌ كرامته‌. و ‌قيل‌: لممنوعون‌. و أصل‌ الحجب‌ المنع‌. و ‌منه‌ قولهم‌: الاخوة تحجب‌ الأم‌ ‌عن‌ الثلث‌ ‌الي‌ السدس‌.

‌ثم‌ ‌بين‌ ‌تعالي‌ ‌ما يفعل‌ بهم‌ ‌فقال‌ (ثُم‌َّ إِنَّهُم‌ لَصالُوا الجَحِيم‌ِ) و معناه‌ لازموا الجحيم‌ بكونهم‌ ‌فيها‌ ‌لا‌ يغيبون‌ عنها يقال‌: ‌صلي‌ بالنار يصلي‌ صلياً، فهو صال‌ و المصطلي‌ الملازم‌ للنار للتدفي‌ بها.

‌ثم‌ حكي‌ انه‌ يقال‌ ‌لهم‌ ‌علي‌ وجه‌ التقريع‌ و التبكيت‌: ‌هذا‌ ‌ألذي‌ فعل‌ بكم‌ ‌من‌ العقاب‌ (هذَا الَّذِي‌ كُنتُم‌ بِه‌ِ تُكَذِّبُون‌َ) ‌في‌ دار التكليف‌، و انما سمي‌ مثل‌ ‌هذا‌ الخطاب‌ تقريعاً لأنه‌ خبر ‌بما‌ يقرع‌ بشدة الغم‌ ‌علي‌ وجه‌ الذم‌، فكل‌ خبر ‌علي‌ ‌هذا‌ الوصف‌ فهو تقريع‌ و توبيخ‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المطففين‌ (83): الآيات‌ 18 ‌الي‌ 28]

كَلاّ إِن‌َّ كِتاب‌َ الأَبرارِ لَفِي‌ عِلِّيِّين‌َ (18) وَ ما أَدراك‌َ ما عِلِّيُّون‌َ (19) كِتاب‌ٌ مَرقُوم‌ٌ (20) يَشهَدُه‌ُ المُقَرَّبُون‌َ (21) إِن‌َّ الأَبرارَ لَفِي‌ نَعِيم‌ٍ (22)

عَلَي‌ الأَرائِك‌ِ يَنظُرُون‌َ (23) تَعرِف‌ُ فِي‌ وُجُوهِهِم‌ نَضرَةَ النَّعِيم‌ِ (24) يُسقَون‌َ مِن‌ رَحِيق‌ٍ مَختُوم‌ٍ (25) خِتامُه‌ُ مِسك‌ٌ وَ فِي‌ ذلِك‌َ فَليَتَنافَس‌ِ المُتَنافِسُون‌َ (26) وَ مِزاجُه‌ُ مِن‌ تَسنِيم‌ٍ (27)

عَيناً يَشرَب‌ُ بِهَا المُقَرَّبُون‌َ (28)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست